قالوا: بأمره صلى الله عليه بذلك، ودفن حيث توفي حول فراشه، وألحد له، وفي ذلك ما يقول حسان بن ثابت:
بطيبة قبر للنبي ومعهد ... منير وقد تعفوا الرسوم وتهمد
إلى أن قال:
فبوركت يا قبر النبي وبوركت ... بلاد ثوى فيها الرشيد المسدد
وهي طويلة.
قال ابن إسحاق: ولما قبض صلى الله عليه وآله انحاز هذاالحي من الأنصار إلى سعد بن عبادة في [سقيفة](1) بني ساعدة فوقع الخلاف بين المهاجرين والأنصار، وقال الشيخ أبو القاسم البلخي: هو أول خلاف وقع بين الأمة، وقد كان الناس عهده -صلى الله عليه وسلم- على دين واحد، وسيأتي لذلك مزيد بيان في ذكر القائمين بالأمر بعده صلى الله عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين.
ومما ينبغي أن نذكر هنا زبدة من سيرة سيد البشر محمد صلى الله عليه وعلى آله الميامين الغرر فيقول في نسبه -صلى الله عليه وسلم-: هو أبو القاسم محمد بن عبد الله بن عبد المطلب (واسمه شيبة الحمد) بن هاشم (واسمه عمرو ويكنى أبا نضلة(2)) وإنما سمي هاشما لأنه هشم الثريد واللحم والسمن والعسل في أيام المجاعة، وأطعم أهل (مكة) ومن دخلها من غير أهلها، قال الشاعر:
عمرو العلا هشم الثريد لقومه ... ورجال مكة مسنتون عجاف
بن عبد مناف (واسمه المغيرة) بن قصي (واسمه زيد)، وإنما سمي قصيا؛ لأن أمه سافرت به إلى قومها فقصت به عن (مكة) وعن (قريش) فسمي قصيا، ويدعى (مجمعا) لأنه جمع أخواله وعشيرة أمه وقصد إلى مكة و[قتل](3) قاتل أهلها على رئاسة والده حتى غلب على (مكة)، وجمع قريشا من ظاهر (مكة) ومن نأى منهم عنها حتى ردهم إلى (مكة) فقيل هذا مجمع، قال الشاعر:
Página 115