Enigmas históricos desconcertantes: una investigación fascinante sobre los eventos más misteriosos a través del tiempo
ألغاز تاريخية محيرة: بحث مثير في أكثر الأحداث غموضا على مر الزمن
Géneros
كان هذا انتصارا قصير الأجل بالنسبة إلى جان؛ فقد أسرها البرجنديون، وبيعت للإنجليز، ومثلت للمحاكمة وأدينت بالهرطقة، وفي مايو عام 1431، حرقت على الخازوق. ولكنها أنقذت فرنسا؛ فعلى الرغم من أن حرب المائة عام قد امتدت حتى عام 1453 (لتستمر 116 عاما على وجه الدقة)، فلم يعاود البريطانيون التهديد باجتياح البلاد مطلقا.
ولكن كيف فعلت جان دارك ذلك؟ والأهم، ما الذي أقنع شارل الحذر بأن يضع مصيره بين يديها؛ وهي مجرد فتاة قروية في السابعة عشرة من عمرها بلا أي خبرة عسكرية، إلى جانب كونها فتاة؟ روى المعاصرون حكايات عن «علامة» أظهرتها جان دارك لولي العهد، وكانت عبارة عن شيء حظي بثقته على الفور. ومنذ ذلك الحين، عزم المؤرخون على التوصل لماهية هذه العلامة. •••
كانت العلامة موضع اهتمام مباشر في محاكمة جان عام 1431 بتهمة الهرطقة. ويشير السجل الرسمي للمحكمة - الذي بقي منه ثلاث نسخ - إلى أن المدعين والقضاة قد استجوبوها مرارا بشأنها.
رفضت جان الإجابة في البداية، قائلة إن العلامة كانت مسألة بين مليكها وبينها. ولكن هذه المحاكمة أجريت تحت رعاية محكمة التفتيش، وكان مستجوبوها يعرفون كيف ينهكونها ويزعزعون عزيمتها. وبحلول الجلسة السابعة من المحاكمة، في 10 مارس، استسلمت جان وأجابت على أسئلتهم؛ فأخبرت المحكمة بأن ملاكا أعطى العلامة للملك. ومع مزيد من الضغط، استمرت جان في مراوغة الأسئلة الخاصة بما أحضره الملاك تحديدا. وبعد يومين، أضافت أن الملاك قد أخبر الملك بأنه يجب أن يجعلها تعمل في جيشه.
في الجلسة العاشرة من المحاكمة، في 13 مارس، استجوبت جان مرة أخرى عن العلامة. فتساءلت وكأنها تحذر المحكمة من أن ما سيلي سيكون كذبا: «أتريدني أن أجازف بحلف يمين كاذبة؟» ثم انطلقت تصف على نحو أكثر تفصيلا بكثير كيف أن عددا من الملائكة - بعضهم لهم أجنحة، والبعض لهم أكاليل - قد أحضروا للملك تاجا من الذهب الخالص. وناول أحد الملائكة التاج للملك وقال: «ها هي علامتك.» وأضافت جان أن التاج الآن في خزانة الملك.
كان لدى معظم المؤرخين عزوف مبرر عن تصديق شهادة جان . فقد كانت أساليب محكمة التفتيش نادرا ما تنتزع إجابات صادقة؛ وعلى الرغم من أن جان لم تتعرض للتعذيب قط، فقد هزمت في مواجهة أكثر من سبعين كاهنا ومحاميا. وكان في تساؤل جان عن القسم بيمين كاذبة علامة على أنها قررت التوقف عن مقاومتهم وستعطيهم ما يريدون؛ وهو تحديدا الدليل على أنها كانت على اتصال بقوى خارقة للطبيعة. وبمجرد أن اعترفت جان بذلك، صار الأمر بيد مستجوبيها أن يحددوا أكان من تحدثت عنهم ملائكة أم شياطين؛ ولم يكن هناك شك أنهم سيختارون الأخيرة، وبذلك تقرر مصيرها.
بعد خمسة وعشرين عاما من موت جان، أسقطت محكمة ثانية الحكم الصادر ضدها، وبقيت هذه السجلات هي الأخرى. ومثل الحكم الأول، كان هذا الحكم محددا سلفا إلى حد كبير. فقد أمر شارل - من منطلق رغبته في تطهير سمعته من أي وصمة هرطقة - بالتحقيق في المحاكمة الأولى عام 1448. وامتدت جلسات الاستماع حتى عام 1456؛ حيث أعلنت المحكمة الثانية أن المحكمة الأولى «شابها التدليس والافتراء والخبث والتناقضات، وتجلت فيها أخطاء الواقع والقانون»، و«برئت ساحة» جان حسب قول المحكمة.
كانت هذه المحاكمة الثانية، التي صارت تعرف ب «محاكمة رد الاعتبار»، هي التي شهدت ظهور نسخة من اللقاء الأول لجان مع ولي العهد، والتي صارت شهيرة الآن. فقد تذكر اثنان من الشهود أنه عندما دخلت جان قلعة شينون، خبأ شارل نفسه وسط حاشيته. غير أن جان، برغم أنها لم يسبق لها رؤية ولي العهد من قبل، سرعان ما تعرفت عليه. بعدها راحت تتحدث على انفراد مع ولي العهد، وهو الحديث الذي بدا بعده «متهللا» بحسب الشاهدين.
لاقت قصة الملك المتخفي - التي زيفت لاحقا لتشمل رفض جان مخاطبة أحد رجال الحاشية الذي قدم نفسه بوصفه الملك - استساغة لدى المؤرخين؛ إذ كان بالإمكان تفسيرها دون اللجوء إلى أي قوة خارقة من جانب جان. وأشار العديد من المؤرخين إلى أنه حتى لو لم يكن قد سبق لجان رؤية الملك، كانت ستتمكن من تمييزه بناء على وصف شخص آخر له. كما كانت القصة تحمل مسحة مسرحية جذابة، لدرجة أن كتابا مثل شكسبير وشيلر وتوين وشو، من بين آخرين، وجدوها لا تقاوم.
من الوارد للغاية أن تكون قصة الملك المتخفي حقيقية، ولكنها تركت أسئلة لم نجد إجابات عنها. هل كان شارل سيثق بجان فقط لمجرد أنها ميزته من وسط جمع؟ ألم يكن شارل يدرك أنه كان من الممكن أن يصف أحدهم شكله لجان؟ وما الذي قالته له جان أو أطلعته عليه لجعله «يتهلل» هكذا؟
Página desconocida