Alfiyyat Sira
ألفية السيرة النبوية - نظم الدرر السنية الزكية
Editorial
دار المنهاج
Número de edición
الأولى
Año de publicación
١٤٢٦ هـ
Ubicación del editor
بيروت
قدر إقامته بمكّة بعد البعثة
أقَامَ في مَكَّةَ بعدَ البِعثَةِ ... ثلاثَ عَشْرةَ بغيرِ مِرْيةِ
وقيلَ: عَشْرًا، أو فخمسَ عشْرَهْ ... قولانِ وهَّنُوهُما بمَرَّهْ «١»
فكانَ في صَلاتهِ يَستقبِلُ ... بمكةَ القُدسَ، ولكنْ يَجعَلُ
البيتَ منْ بينِ يديهِ أيضا ... فيما أتى تَطوّعًا أو فَرْضا «٢»
_________
قال الحافظ: (أخرج الزبير بن بكار عن عروة بن الزبير قال: كان بلال لجارية من بني جمح، وكانوا يعذبونه برمضاء مكة يلصقون ظهره بالرمضاء لكي يشرك، فيقول: أحد أحد، فيمر به ورقة وهو على تلك الحال فيقول: أحد أحد يا بلال، والله لئن قتلتموه لأتخذنه حنانا، وهذا مرسل جيد، يدل على أن ورقة عاش إلى أن دعا النبي ص إلى الإسلام حتى أسلم بلال، والجمع بين هذا وبين حديث عائشة- أي: عند البخاري- أن يحمل قوله: «ولم ينشب ورقة أن توفي» أي: قبل أن يشتهر الإسلام ويؤمر النبي ﷺ بالجهاد) .
(١) قوله: (وهنوهما بمرة) ليس بمسلّم، فقد أخرج البخاري عن عائشة وابن عباس ﵃ (٤٤٦٤)، والحاكم (٢/ ٦٢٦) عن عروة، والطبري في «تاريخه» (٢/ ٣٨٣) عن أنس وابن عباس وسعيد بن المسيب وعمرو بن دينار ﵃: (أن النبي ﷺ مكث بمكة عشرا)، وأخرج مسلم (٢٣٥٣)، والحاكم (٢/ ٦٢٧) والطبري في «التاريخ» (٢/ ٣٨٦) عن ابن عباس: (أن النبي ص مكث بمكة خمس عشرة سنة)، أما القول الذي أورده المصنف.. فأخرجه البخاري (٣٩٠٢)، ومسلم (٢٣٥) ورجحه الحافظ في «الفتح» (٨/ ١٥١)، ويجمع بين الأقوال: أن من قال بالعشرة لم يعد السنوات الثلاث في أول البعثة وقبل الأمر بإظهار الدعوة، ومن قال بخمس عشرة أخذ بقول من قال: إن النبي ص توفي وعمره خمس وستون سنة، وقال المناوي في «العجالة السنية» (ص ٥٩): (والثالث: حسب معها السنتين اللتين كان يرى فيهما الضوء والنور ويسمع الصوت ويرى الرؤيا فتجيء كفلق الصبح) والله أعلم.
(٢) في هامش (ب): (وقال آخرون: إنه ﵇ صلى أول ما صلى إلى الكعبة، ثم إنه
1 / 43