437

قال الذهبي في من له رواية في كتب الستة:2/514: (عمرة بنت عبد الرحمن ... من فقهاء التابعين ، أخذت عن عائشة وكانت في حجرها . ماتت 106 ).

وقال ابن سعد في الطبقات:2/387: أن عمر بن عبد العزيز قال: (ما بقي أحد أعلم بحديث عائشة منها ، يعني عمرة ، قال: وكان عمر يسألها ).

وفي طبقات المحدثين بأصبهان:2/190: عن (عبد الله بن دينار قال: كتب عمر بن عبد العزيز إلى عدي بن أرطاة: أنظر ما كان من حديث عمرة عن رسول الله (ص) فاكتبه ، فإني أخشى ذهاب العلماء ودروس العلم). انتهى.

وقد مات الخليفة الأموي ، ومات ابن حزم والزهري ، قبل نشر ما جمعوه، (فتوفي عمر وقد كتب ابن حزم كتبا قبل أن يبعث بها إليه).( تنوير الحوالك4 ) ، وتأخر ظهور المسانيد نصف قرن آخر !

وقد ورث العباسيون خلافة بني أمية ، وورثوا منها هذا المشروع وعدلوا في شروطه ، وكلف المنصور العباسي مالك بن أنس أن يكت كتابا سهلا موطأ ليفرضه على الناس ويحملهم عليه ، فألف له ( الموطأ ) ونشره الخليفة ، وألزم به المسلمين! ولكن الخط الأموي عاد وغلب في زمن المتوكل العباسي فألفوا الصحاح الستة وغلبت الموطأ ، لأنها أقرب منه الى خط عمر ومعاوية !

الأسئلة

1 إذا كان عمل عمر في منع كتابة السنة غير شرعي، فلماذا تدافعون عنه؟ وإذا كان شرعيا فلماذا خالفتموه وكتبتم ؟!

2 ألا ترون أن تأخير كتابة السنة النبوية قرنا أو قرنين من الزمان ، قد كلف السنة الشريفة خسارات أساسية كبيرة ؟!

فلو أن عمر سمح للصحابة أن يدونوا السنة ، لوصلت إلينا بأسانيد عالية بواسطة واحدة ، بينما صارت الآن بوسائط عديدة ! والفرق كبير بين الحديث المنقول بواسطة راو واحد ، أو عن بضعة رواة ، على مدى قرن أو قرنين ؟!

ولكان كذب الرواة على رسول الله(ص) قليلا ، بينما هو اليوم كثير كثير !

ولكانت رقابة الصحابة وتذكيرهم لبعضهم عاملا مهما في ضبط السنة ، بينما كتبت السنة برضا الحكام بلا رقابة على المؤلفين !

Página 439