بل ما هو موقفه لو أن عثمان أو عليا(ع) أو حاكما مسلما بعد عمر ، منع المسلمين من رواية أحاديث عمر وسيرته وفتاواه ، وعاقب على ذلك بحجة المحافظة على صحتها وسلامتها وإيصالها الى الأجيال ؟!
وهل سمعتم في التاريخ أن أصحاب نبي منعوا رواية سنته وتدوينها ، لشدة حرصهم عليها ! حتى ضاع كثير منها ، واختلط صحيحها بمكذوبها ؟!
أو سمعتم أن ولدا من شدة محافظته على جواهر أبيه وحرصه على إيصالها سالمة الى أحفاده ، أخفى مكانها ولم يخبر به أحدا ، حتى مات وضاع منها ما ضاع ، وحصل منها ما حصل غير سالم ؟!
لاأدري بأي ذهن يفكر المدافعون عن سياسة تغييب السنة ومنع روايتها وتدوينها؟وهل يخفى عليهم ذلك ، أم يتصورون أنه كان خافيا على الخلفاء؟!
كلا . . ولكنه التعصب للأشخاص يعمي عن السواطع ، ويصم عن القوارع !
وعلى هذا التعصب قام تاريخ ، وبنيت ثقافة وتربت أجيال.. إلا من عصم الله .
أما نحن فنحب رسول الله(ص) حبا مطلقا غير مشروط ، وأما غيره فنحبهم حبا مشروطا بأن لايصطدم مع بدائه العقل ، فإذا اصطدم نكون مع عقولنا ! ومشروطا بأن لايصطدم مع أمر النبي(ص) ونهيه ، فإذا اصطدم فنحن مع النبي (ص) لاغير !
أيها المسلم ، يكفيك أثقال حملتها بالوراثة فكلفت نفسك تبرير أعمال الصحابة المتناقضة ، دون أن يكلفك بذلك الله تعالى ولارسوله(ص) !
وحسبتها جزء من الدين ، وما أنزل الله بها من الدين !
وحاشا الله تعالى أن يكلف المسلمين باتباع جماعة متضاربين !
الأسئلة
1 يؤكد الذهبي على جانب واحد هو أن أبا بكر وعمر عمل ما عملاه من إحراق أحاديث النبي(ص) ومحوها ، ومنع الناس من كتابتها ، ومنع الصحابة من تحديث الناس عن نبيهم(ص) .. من أجل الحفاظ على سنة النبي(ص) وإيصالها الى الأجيال سالمة كاملة ! فكيف تفسرون ذلك ؟!
2 كيف يفسر الذهبي ما رواه الشافعي في مسنده ص390 وص420 ، وفي كتاب الأم:7/16 و303: (عن عبيد الله بن أبي رافع، عن أبيه قال: قال رسول الله(ص):
Página 414