وروى في كنز العمال:10/494 ، تحريض عمر لابن سهيل بن عمرو على قتل أبيه: (فلصق به عمر وأبوه آخذ بيده يجتره وعمر يقول: إنما هو رجل ومعك السيف ) .
وفي سيرة ابن هشام:2/476: ( أن عمر بن الخطاب قال لرسول الله (ص): يا رسول الله دعني أنزع ثنيتي سهيل بن عمرو ويدلع لسانه ، فلا يقوم عليك خطيبا في موطن أبدا ! قال: فقال رسول الله (ص): لا أمثل به فيمثل الله بي وإن كنت نبيا ) . انتهى.
وهذا تصرف غريب من عمر ، لأن سهيل بن عمر رسول قريش المفاوض، وقتله أو التمثيل به مخالف لكل الأعراف والأديان !
- -
وقد أظهر عمر ندمه بقوله : (ولو حميتم كما حموا لفسد المسجد الحرام) ! لأن سهيل بن عمرو صار رئيس قريش بعد فتح مكة ، وصار صديقا حميما لعمر ، وكان له الدور الأكبر في إنجاح السقيفة !
ولهذا وضعوا على لسان النبي صلى الله عليه وآله كما في سيرة ابن هشام:2/476، وتاريخ الطبري:2/162: ، ما عبر عنه ابن إسحاق بأنه بلغه ! قال: ( قال ابن إسحاق: وقد بلغني(؟)أن رسول الله(ص)قال لعمر في هذا الحديث: إنه عسى أن يقوم مقاما لا تذمه) .
والمقصود بالمقام تأييد سهيل في مكة لبيعة السقيفة كما روى الحاكم والبيهقي في الدلائل: ( قال عمر: دعني يا رسول الله أنزع ثنيتي سهيل بن عمرو فلا يقوم خطيبا في قومه أبدا . فقال: دعها فلعلها أن تسرك يوما ، فلما مات النبي(ص) نفر أهل مكة فقام سهيل عند الكعبة فقال: من كان يعبد محمدا فإن محمدا قد مات والله حي لا يموت) . (الدر المنثور:2/81) .
فقد طمأن القرشيين بأن مرحلة عباد محمد انتهت ، وإن قريشا هي التي تحكم من الآن وصاعدا ، وتعبد الله ولا تعبد محمدا !
ولابد أنه كان اتفق مع أبي بكر وعمر على مضمونها ، فجاءت نسخة من خطبة أبي بكر في المدينة !!
عمر يعترف أنه كان يبحث عن أنصار للثورة على النبي صلى الله عليه وآله !
Página 292