وكذلك هاجموا ابن حبان المحدث المعروف شبيها بما فعلوا بالطبري !
قال الحموي في معجم الأدباء:9/جزء18/57 في ترجمة الطبري :
(فلما قدم إلى بغداد من طبرستان بعد رجوعه إليها تعصب عليه أبو عبد الله الجصاص وجعفر بن عرفة والبياضي. وقصده الحنابلة فسألوه عن أحمد بن حنبل في الجامع يوم الجمعة ، وعن حديث الجلوس على العرش ، فقال أبو جعفر :أما أحمد بن حنبل فلا يعد خلافه . فقالوا له :فقد ذكره العلماء في الاختلاف ، فقال :ما رأيته روي عنه ولا رأيت له أصحابا يعول عليهم . وأما حديث الجلوس على العرش فمحال ، ثم أنشد :
سبحان من ليس له أنيس ولا له في عرشه جليس
فلما سمع ذلك الحنابلة منه وأصحاب الحديث وثبوا ورموه بمحابرهم وقيل كانت ألوفا ، فقام أبو جعفر بنفسه ودخل داره فرموا داره بالحجارة حتى صار على بابه كالتل العظيم ! وركب نازوك صاحب الشرطة في ألوف من الجند يمنع عنه العامة ، ووقف على بابه يوما إلى الليل وأمر برفع الحجارة عنه .
وكان قد كتب على بابه:سبحان من ليس له أنيس ولا له في عرشه جليس ، فأمر نازوك بمحو ذلك ، وكتب مكانه بعض أصحاب الحديث :
لأحمد منزل لا شك عال إذا وافى إلى الرحمن وافد
فيدنيه ويقعده كريما على رغم لهم في أنف حاسد
على عرش يغلفه بطيب على الأكباد من باغ وعاند
له هذا المقام الفرد حقا كذاك رواه ليث عن مجاهد
فخلا في داره وعمل كتابه المشهور في الإعتذار إليهم ، وذكر مذهبه واعتقاده، وجرح من ظن فيه غير ذلك ، وقرأ الكتاب عليهم وفضل أحمد بن حنبل ، وذكر مذهبه وتصويب اعتقاده !
ولم يزل في ذكره إلى أن مات! ولم يخرج كتابه في الإختلاف حتى مات فوجدوه مدفونا في التراب ، فأخرجوه ونسخوه أعني اختلاف الفقهاء ، هكذا سمعت من جماعة منهم أبي رحمه الله ) !
- -
Página 25