116

والآية الثالثة، حين ميز الله الطاهرين من خلقه أمر نبيه في آية الإبتهال فقال: قل يامحمد: (تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنت الله على الكاذبين). (سورة آل عمران:61) فأبرز النبي صلى الله عليه وآله عليا والحسن والحسين وفاطمة عليهم السلام فقرن أنفسهم بنفسه...إلى آخر الرواية ).انتهى.

وهذا المعنى هو المقصود بقول النبي صلى الله عليه وآله الذي رواه عمر: (سابقنا سابق، ومقتصدنا ناج ، وظالمنا مغفور له) لأنه يستحيل أن يكون مقصوده صلى الله عليه وآله كل ظالم من أمته ، وقد نص القرآن والسنة على دخولهم بعضهم النار .

قال السيوطي في الدر المنثور:5/252: (وأخرج العقيلي وابن هلال وابن مردويه والبيهقي من وجه آخر عن عمر بن الخطاب سمعت رسول الله (ص) يقول: سابقنا سابق ، ومقتصدنا ناج ، وظالمنا مغفور له ، وقرأ عمر: فمنهم ظالم لنفسه.. الآية ). انتهى. ( وروى السيوطي نحوه عن أنس ، ورواه في كنز العمال:2/10و485 عن عمر وأضاف لمصادره: الديلمي في الفردوس والبيهقي في البعث والنشور ).

ويؤيده مارواه السيوطي:5/251، عن الطبراني والبيهقي في البعث ، عن أسامة بن زيد: فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات ، قال قال رسول الله (ص): كلهم من هذه الأمة ، وكلهم في الجنة). انتهى . (ونحوه في كنز العمال:2/ 486 ، ومجمع الزوائد:7/96 . وتعبير كلهم من الأمة يدل على أنهم ليسوا كل الأمة) .

- -

غير أن عمر وكعب الأحبار وسعا بعد ذلك (الذين اصطفاهم الله وأورثهم الكتاب ) فجعلوهم كل المسلمين !

Página 117