للملك شاهريار بستان وقد بنى عليه قصرين شاهقين مليحين انيقين وافرد القصر الواحد برسم الضيافه والاخر فيه بيته وحريمه ، فانزل اخوه شاهزمان فى قصر الضيافه بعد ان طلعوا الفراشين غسلوه ومسحوه وفرشوه وفتحوا شبابيكه المطله على البستان . وصار شاهزمان طول نهاره عند اخيه وفى الليل يطلع الى القصر المدكور ينام فيه ويصبح ياتى الى اخيه . الا انه لما اختلا بنفسه وافتكر ما جرا عليه مع زوجته من المحن فتنفس صعدا واخفى امره كمدا ، وقال ((ادا كنت انا ويجرى على هده المجرا والبلا العظيم )) ، وصار يقتل فى روحه ويتغبن ويقول «ما جرا لاحد ما جرا لى» فيتسوس خاطره ، وقل من اكله وركبه الصفار وتغيرت حالته من همه وبقى كلما له الى ورا حتى نحل جسمه وتغير لونه قال صاحب الحديت ولما راى الملك شاهريار الى اخيه وكلما مر عليه يوم ينقص فى عينه ويرق ويمتحل وقد اصفر لونه وتغبر كونه فظن انه من فراق ملكه واهله وتغريبه عنده ، فقال فى نفسه ((اخى ما طابت له هدى الارض ، لكن اريد اجهز له هدية حسنه وارسله الى بلاده» . واقام السلطان يعيى 2/17ظ لااخوه شاهزمان الهدايا مدة شهر . تم ان الملك شاهريار احضر اخوه شاهزمان وقال اعلم يا اخى انى اريد ان اسرح سرحة الغزلان واسير اتصيد عشرة ايام واعود اجهزك للسفر، فهلك ان تسافر معى تتصيد . فقال له يا اخى انى منقبض الصدر ومنغص الخاطر ، فدعنى وسافر انت على بركة الله وعونه . فلما سمع شاهريار كلام اخيه اعتقد انه ضيق الصدر لاجل فراق ملكه وما اراد ان يغصبه فتركه وسافر هو واهل مملكته وعسكره ودخلوا الى البريه وضربوا حلقه الصيد والقنص
قال صاحب الحديت واما شاهزمان فانه بعد سفر اخيه شاهريار جلس فى القصر وتطلع من الشباك الى ناحيه البستان ونظر الى الاطيار والاشجار وافتكر روجته وما فعلت فى حقه فاظهر كمدا وتنفس صعدا
Página 58