240

البواكير

البواكير

Editorial

دار المنارة للنشر والتوزيع

Número de edición

الأولى

Año de publicación

١٤٣٠ هـ - ٢٠٠٩ م

Ubicación del editor

جدة - المملكة العربية السعودية

Géneros

إلى المبشرين هذا الطاعون، التبشير، إذا كان المقصود منه النصارى فنصارى البلاد التي أشرق فيها فجر النصرانية أعرف بنصرانيّتهم وإنجيلهم من هؤلاء، وما هم في حاجة إلى تبشيرهم! وإن كان القصد منه المسلمون فليعلم هؤلاء أن ردّ الأرض إلى الشمس أسهل عليهم من ردّ مسلم واحد عن دينه! ولم نسمع إلى الآن بمسلم حقيقي واحد ارتدّ عن دينه. ولو أن هؤلاء المبشرين على شيء من العلم أو كانوا من أتباع المنهج العلمي في المناقشة لسوّينا حسابنا معهم منذ عهد بعيد، ولأقنعناهم بالحجة والبرهان بأن الحق معنا فيما نختلف فيه معهم، وأنا -الشاب القليل الاطلاع- أتحدى الآن أكبر مبشّر وأدعوه للمناظرة علنًا، على أن يكون المنطق والبحث العلمي عماد هذه المناظرة، فإذا قَبِل بهذا الشرط فإني أقبل بأي شرط يشرطه عليّ إن كنت مغلوبًا، وله أن يعيّن هو زمان المناظرة ومكانها! ثم ما هذه الجَرَاءة التي رُكبت في طباع هذه المخلوقات: الجراءة على الله والحق والتاريخ؟ لا يبالون في سبيل مبدأ من مبادئهم: أغضب الله، أم دِيس الحق، أم هُدم التاريخ! ويحسبون أن كلمة سخيفة في كتاب سخيف تهدّ أكبر حقائق الدنيا وتبدل

1 / 243