119

البواكير

البواكير

Editorial

دار المنارة للنشر والتوزيع

Número de edición

الأولى

Año de publicación

١٤٣٠ هـ - ٢٠٠٩ م

Ubicación del editor

جدة - المملكة العربية السعودية

Géneros

مدرسة تجهيزية، لا في سوريا فقط بل وفي العراق ومصر أيضًا، لأنها جمعت في سلك معلّميها من العلماء المبرزين ما يندر أن يجتمع في غيرها، ولأن فيها إلى جنب هذا روحًا وطنية عالية ونبوغًا عجيبًا في الطلاب. ولكن هذا الذي أقوله خبر تاريخي لم يبقَ منه الآن شيء، لأنهم ضربوها ضربة أليمة فرّقت أجزاءها وبعثرت أوصالها؛ أسقطوا من طلابها ظلمًا وعدوانًا ثمانين (أو أكثر من ذلك) في المئة، وصمُّوا آذانهم عن سماع شَكاة هؤلاء الطلاب المظلومين. (١) وإلى هنا انتهى الدور الأول من هذه المأساة. وأما الدور الثاني فقد بدأ بإبدال مستشار المعارف الذي أساء إلى الإسلام والعروبة في دمشق إساءة لا تمحى أبدًا، فسُرَّ الناس وحمدوا الله على أن خلّصهم منه ومن صنيعته عدو الله ترجمانه (٢)، ولكن

(١) انظر رسالة «قضية التجهيز: أسبابها ونتائجها»، وهي تأتي في هذا الكتاب. وفي وقت قريب من نشرها نشر علي الطنطاوي مقالة في «فتى العرب»، بتاريخ ١/ ٧/١٩٣٠ (٤ صفر ١٣٤٩)، عنوانها «أنقذوا رجال الغد: السقوط المريع في فحوص التجهيز»، وقد أعرضت عن نشرها لذهاب مناسبتها ولتكرار معانيها (مجاهد). (٢) المستشار هو الفرنسي راجه، وترجمانه ميشيل السبع. لهما أخبار متفرقة في «الذكريات»، قال: "كان المستشار الفرنسي هو الوزير الحقيقي وهو الآمر الناهي، وترجمانه ميشيل السبع، وكان معاونوه كلهم من النصارى (وما كان ذلك اتفاقًا بل كان شيئًا مقصودًا، وكان مستمرًا مع كل حاكم أجنبي أو ماشٍ على مذهب الأجنبي) " (الذكريات ١/ ٢١٤). وانظر الرسالة الآتية، وانظر أيضًا مقالتَي «إلى مجلس المعارف الكبير» و«قطعةٌ من حديث (٣)» في هذا الكتاب (مجاهد).

1 / 122