Albert Camus: Un intento de estudiar su pensamiento filosófico
ألبير كامي: محاولة لدراسة فكره الفلسفي
Géneros
ويكفي أن نقرر الآن أن التفكير المحالي لا يسعى إلى الحلول والتفسيرات، بل إلى الوصف والتجربة الحية.
183
إن الواقع يعاش ويوصف وتستنفد إمكانياته عن طريق المحال، ولكنه لا يعلل أبدا ولا يفسر. إنه في نظر كامي واقع حي مجرب. قبل أن يكون معطى عقليا يتطلب الفهم والتحليل. وإذا كان كامي يرى أن المحال هو الحقيقة الوحيدة التي يستطيع أن يقول عنها إنه يملكها، فإن هذه الحقيقة ليست من النوع الأنطولوجي المدعم على أساس من الوجود، ولا هي حقيقة عقلية قائمة بذاتها، إنها هي الإلهام اليائس الذي تتكشف عنه التجربة المباشرة. (د) ليس المحال إلا نقطة بداية
كتب كامي في مطلع حياته الفكرية في جريدة «الجزائر الجمهورية» بتاريخ 12 / 3 / 1939م يقول: «إن تأكيد محالية الحياة لا يمكن أن يكون نهاية بل مجرد بداية فحسب.» ثم كتب بعد ذلك باثني عشر عاما في «المتمرد» يقول: «إن طبيعة المحال الحقة هي أنه نقطة بداية، نقد معاش ، ومعادل وجودي للشك المنهجي عند ديكارت.»
184
وكلا الرأيين يتفقان، على ما بينهما من بعد زمني؛ فلم يكن المحال مجرد نقطة بداية فحسب، بل إن كلمة المحال نفسها التي تكاد تتكرر على كل صفحة من صفحات كتاب «أسطورة سيزيف»، والتي طالما شبهها الكثيرون بكلمة العدم في كتاب سارتر الشهير «الوجود والعدم»، قد راحت مع مرور الأيام تثير الضيق والاشمئزاز في نفس كامي؛ فها هو يعترف في عام 1951م بأن هذه الكلمة كانت ذات مصير تعس وبأنها قد أصبحت تثير الضجة في نفسه. ثم يضيف إلى ذلك قوله: «عندما قمت بتحليل عاطفة المحال في «أسطورة سيزيف» كنت أبحث عن منهج لا عن مذهب. لقد طبقت منهج الشك، وحاولت أن أخلق هذه اللوحة البيضاء
tabula rasa
التي يمكن للإنسان أن يبدأ البناء منها.»
185
فإذا صح أن المحال ينبغي النظر إليه باعتباره منهجا أو فرضا من فروض العمل والبحث، فقد كان ينبغي أيضا أن يقر ذلك في الأذهان منذ ظهور كتاب أسطورة سيزيف. وإذا كان الشك المنهجي لا يكفي لكي يجعل من ديكارت فيلسوفا من فلاسفة الشك، فإن المحال لا يكفي كذلك لكي يجعل من كامي فيلسوف المحال، وهو الاسم الذي راح يطلقه عليه الكثيرون دون روية ولا إنصاف. لقد قال كامي في ذلك الكتاب في جلاء ووضوح إن الأمر فيه إنما يتعلق بنوع من أنواع العناد
Página desconocida