الأسلوب
الأسلوب
Editorial
مكتبة النهضة المصرية
Número de edición
الثانية عشرة ٢٠٠٣
Géneros
٦- وفي محاولة التوفيق بين الأوزان الشعرية والتراكيب اللغوية، يضطر الشاعر إلى إحدى اثنتين: إما أن يجوز على الأوزان فتنشأ العلل والزحاف، وإما أن يجوز على الكلمات فتنشأ الضرورات، أو الضرائر التي تجوز للشاعر دون الناثر١، ومعنى ذلك أن أسلوب الشاعر يمتاز بجواز قصر الممدود، ومد المقصور، وتحريك الساكن وعكسه، ومنع المصروف وصرف الممنوع، ومجاوزة بعض القوانين النحوية، كل ذلك قصد الملاءمة بين موسيقى الوزن وحركات العبارات فنحو قول الشاعر:
سيروا معًا إنما ميعادكم ... يوم الثلاثاء ببطن الوادي
تغير فيه وزن البسيط فالعروض مجزوءة٢ والضرب مقطوع٣ هذا من جهة، ومن جهة ثانية حذفت همزة "الثلاثاء" كما ترى لتحصيل الوزن، وفي قول امرئ القيس:
ويوم دخلت الخدرَ خدر عنيزة ... فقالت: لك الويلات إنك مرجلي
فصرف كلمة "عنيزة" لضرورة الوزن.
ومع ذلك يحسن الشاعر أن ينزه شعره عن الضرورات وكثرة الفصل والتقديم والتأخير بدون داعٍ أدبي حتى لا يشوه شعره أو يتورط في التعقيد، يقول أبو هلال العسكري٤: والمنظوم الجيد ما خرج مخرج المنثور في سلامته وسهولته وقلت ضرورته، ومن ذلك قول بعض المحدثين:
١ راجع الضرائر للألوسي والعمدة ج٢ ص١٠٨. ٢ الجزء حذف التفعيلة الأخيرة من الشطر الأول. ٣ تحويل فاعلن إلى فاعل. ٤ النصاعتين ص١٥٧.
1 / 70