A'lam al-Sirah al-Nabawiyyah fi al-Qarn al-Thani lil-Hijrah
أعلام السيرة النبوية في القرن الثاني للهجرة
Editorial
مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة
Géneros
الأستاذ الدكتور فاروق حمادة (*)
المستشار الديني بديوان الشيخ محمد بن زايد ولي العهد بأبو ظبي، الإمارات العربية المتحدة
أستاذ السنة وعلومها بكلية الآداب والعلوم الإنسانية، جامعة محمد الخامس بالرباط،
ورئيس تخصص الدراسات العليا في:
مناهج البحث في العلوم الإسلامية، دبلوم الدراسات العليا المعمقة، والدكتوراة، من ١٩٩٧ - ٢٠٠١.
الاجتهاد والتطورات المعاصرة، دبلوم الدراسات العليا المعمقة، والدكتوراة من ٢٠٠١ - ٢٠٠٥ م.
الاجتهاد المعاصر والمشكلات الانسانية، دبلوم الدراسات اليا المعمقة، والدكتوراة، من ٢٠٠٥ - ٢٠٠٩
١. الشهادات والدرجات العلمية:
• الإجازة في الشريعة من جامعة دمشق، ١٩٧١ م.
• الإجازة في القانون من جامعة محمد الخامس بالرباط، ١٩٧٧ م
• شهادة الدراسات العليا الأولى الإسلامية، تخصص: القرآن وعلومه ١٩٧٣م.
• شهادة الدراسات العليا الثانية في العلوم الإسلامية، تخصص: الحديث وعلومه، ١٩٧٤ م.
• دبلوم الدراسات العليا -الماجستير- في العلوم الإسلامية من دار الحديث الحسنية بالرباط بميزة حسن عام١٩٧٥ م.
• دكتوراة الدولة في العلوم الإسلامية من دار الحديث الحسنية بالرباط بميزة حسن جدا مع التوصية بطبع الأطروحة، عام ١٩٧٨ م.
• حصل على إجازات علمية على الطريقة الإسلامية من علماء مرموقين.
٢. المهام العلمية:
التدريس:
• التحق بالتدريس الجامعي منذ عام ١٩٧٦ م.
• درَّس في جامعة القرويين (كلية اللغة العربية بمراكش، وكلية الشريعة بفاس) من ١٩٧٦ ــ ١٩٨٣ م.
• درَّس في جامعة سيدي محمد بن عبد الله بمكناس ١٩٨٣ - ١٩٨٤ م.
• رئيس قسم الدراسات الإسلامية بكلية الآداب، جامعة سيدي محمد بن عبد الله بمكناس ١٩٨٣-١٩٨٤ م.
• مدير الدراسات الإسلامية العليا بجامعة محمد الخامس بالرباط (١٩٨٤-١٩٨٧)
• يشغل منصب أستاذ السنة وعلومها بكلية الآداب، جامعة محمد الخامس بالرباط، منذ ١٩٨٤.
• رئيس قسم الدراسات الإسلامية بكلية الآداب جامعة محمد الخامس بالرباط (١٩٩٢ - ١٩٩٦) .
• عضو محكّم في عدد كبير من الجامعات العربية والإسلامية، ومراكز البحث العلمي.
• المدير المسؤل رئيس التحرير لمجلة: (بصائر الرباط) مجلة أكاديمية محكمة.
• رئيس دائرة الرباط العلمية للبحث في الدراسات الاسلامية. (مجموعة بحث من الجامعيين المغاربة، في كلية الآداب والعلموم الانسانية بجامعة محمد الخامس اكدال، بدأت ١٩٩٢، وهي مستمرة) .
• عضو مجلس الأمناء للجامعة الأمريكية العالمية.
• عضو مجلس الأمناءللأكاديمية الأوربية للثقافة والعلوم الاسلامية، في بروكسل ببلجيكا.
• أطر عددًا كبيرًا من الدورات العلمية لطلبة الدكتوراة من ١٩٨٦/ ٢٠٠٥م.
التأطير والإشراف العلمي:
أشرف ولا يزال يشرف على عدد كبير من الأبحاث والرسائل والأطروحات في الجامعات المغربية الآتية:
جامعة محمد الخامس بالرباط.
جامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء.
جامعة القاضي عياض بمراكش.
جامعة المولى إسماعيل بمكناس.
جامعة عبد المالك السعدي بتطوان.
جامعة محمد الأول بوجدة.
دار الحديث الحسنية بالرباط.
جامعة ابن زهر بأكادير.
المشاركة في الملتقيات العلمية:
ساهم منذ مطلع السبعينات بمشاركات متميزة في عدد من المؤتمرات العلمية في الدول الآتية:
المغرب، إسبانيا، السعودية، الإمارات العربية المتحدة، بريطانيا، إيران، ماليزيا، ألمانيا، بلجيكا، تركيا، البحرين، وغيرها.
أسهم في الدروس الحسنية الرمضانية التي تلقى بحضرة جلالة الملك الحسن الثاني من ١٩٧٤ م.
أسهم بمحاضرات وندوات كثيرة في الإذاعة والتلفزة المغربية وغيرها من الإذاعات.
ألقى عدة محاضرات علمية ومتنوعة في كثير من المراكز والجامعات والنوادي العلمية المختلفة.
له برنامج علمي في اذاعة محمد السادس للقرآن الكريم يذاع مرتين في الأسبوع منذ شهر ماي ٢٠٠٥ بعنوان (قبس من السنة)، ولا يزال مستمرًا.
٣. آثاره:
الكتب:
في القرآن الكريم وعلومه:
١ - مدخل إلى علوم القرآن والتفسير -ط٢- مكتبة المعارف بالرباط.
٢ - فضائل القرآن للإمام النسائي دراسة وتحقيق -ط٢- دار إحياء العلوم ببيروت ودار الثقافة بالدار البيضاء.
٣ - آباء وآبناء، ملامح تربوية في القرآن الكريم، ط دار القلم بدمشق.
في السنة وعلومها:
٤ - المنهج الإسلامي في الجرح والتعديل: دراسة منهجية في علوم الحديث -ط٣- بدار طيبة بالرياض، السعودية، وط٤ -بدار نشر المعرفة بالرناط، ودار السم بالقاهرة.
٥ - عمل اليوم والليلة للإمام النسائي: دراسة وتحقيق -ط٤- بدار الكلم الطيب بدمشق.
٦ - مكارم الأخلاق للإمام الطبراني: دراسة وتحقيق - ط٣- دار الثقافة بالبيضاء.
٧ - فضائل الصحابة للإمام النسائي: دراسة وتحقيق ط دار الثقافة بالبيضاء.
٨ - الضعفاء لأبي نعيم الأصبهاني: دراسة وتحقيق. ط دار الثقافة بالبيضاء.
٩ - أخلاق العلماء للأجري دراسة وتحقيق - ط٢ - دار الثقافة بالبيضاء.
١٠ - مناهج النقد الحديثي: نقد الإمام الذهبي لبيان الوهم والإيهام. -ط٢- دار الثقافة بالبيضاء.
١١ - كتاب العلم للإمام النسائي: دراسة وتحقيق ط - المعهد العالمي للفكر الإسلامي بواشنطن.
١٢ - تطور دراسات السنة النبوية ونهضتها المعاصرة وآفاقها، دار إحياء العلوم ببيروت، ١٩٩٣ ودار القلم بدمشق ٢٠٠٧.
١٣- أسس العلم وضوابطه في السنة النبوية، ط دار طيبة بالرياض.
في السيرة النبوية:
١٤- مصادر السيرة النبوية وتقويمها -ط الثالثة بدار القلم بدمشق.
١٥- الوصية النبوية للأمة الإسلامية -ط٤- دار القلم بدمشق.
١٦- خطبة الفتح الأعظم: فتح مكة المكرمة - ط٢- دار الثقافة بالدار البيضاء.
١٧- الدوحة النبوية الشريفة دراسة موثقة في السيرة النبوية والذرية الطاهرة ط دار القلم بدمشق.
في الفقه الإسلامي وأصوله:
١٨- الإقناع في مسائل الإجماع (وهو موسوعة في المسائل التي حصل عليها الإجماع عند المسلمين في العقائد والعبادات والمعاملات والاداب وغيرها، في أربع مجلدات ضخام) -ط- دار القلم بدمشق ٢٠٠٣.
١٩- مدونة الإمام سحنون، نشأة وعناية وتأثيرا-ط- الامارات العربية المتحدة /دار النصر للطباعة الاسلامية بالقاهرة٢٠٠٢.
٢٠- دليل الراغبين إلى رياض الصالحين، ط دار الثقافة بالدار البيضاء ١٩٨٨ م.
٢١- السير لأبي إسحاق الفزاري المتوفى١٨٦ هـ ط مؤسسة الرسالة ببيروت ١٩٨٧ م.
٢٢- الورع لشمس الدين علي بن إسماعيل الصنهاجي - ط٢ - دار الكلم الطيب بدمشق.
في الحضارة والفكر، والمنهج
٢٣- بناء الأمة بين الإسلام والفكر المعاصر -ط- دار الثقافة بالدار البيضاء.
٢٤- الورثة الصالحة للحضارة المعاصرة، دراسة قرآنية في الحضارة -ط٢- دار الثقافة بالدار البيضاء.
٢٥- ليلة القدر في الكتاب والسنة وحياة السلف الصالح -ط٣ -دار القلم بدمشق.
٢٦- منهج البحث في الدراسات الإسلامية تأليفا وتحقيقا -ط٢ -بدار القلم بدمشق.
٢٧- الشفاعة في القرآن والسنة وعقيدة المسلمين -ط- دار الكلم الطيب بدمشق.
٢٨ - التواصل بين المذاهب الاسلامية، تأصيله وتطبيقه عند المحدثين. ط دار القلم بدمشق.
٢٩ - العلاقات الاسلامية النصرانية في العهد النبوي. ط دار القلم بدمشق.
٣٠ - عبد الله بن الصديق الغماري، الحافظ الناقد، ط دار القلم بدمشق.
٣١ - أضواء على البعثة المحمدية، ضمن سلسلة ومضات من السيرة النبوية ط الدار البيضاء، ثم دار السلام بالقاهرة ٢٠٠٧ م.
٣٢ - أيام في حياة الرسول ﷺ، طبع دار السلام بالقاهرة ٢٠٠٨ م.
٣٣ - الصحيح في فضائل القرآن وسوره وآياته، ط دار القلم بدمشق ٢٠٠٨.
وله كتب تصدر قريبًا بإذن الله منها:
٣٤ - أبحاث مالكية مغربية.
٣٥ - أسماء الله الحسنى في القرآن والسنة.
دراسات أكاديمية متنوعة: قرآنية، حديثية، فقهية وحضارية منها:
١- الصبغة الربانية للأمة الإسلامية، طبع وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية المغربية. ضمن الدروس الحسنية ١٩٧٤ م.
٢- القرآن الكريم: ميزان المعرفة الإنسانية، بمجلة كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط، العدد الرابع عشر.
٣ - وفود البيعة بين يدي النبي؟ في حلقات، بمجلة المناهل بوزارة الثقافة المغربية من العدد ٣٣.
٤ - الأحزاب: فصول قرآنية في الفكر السياسي، طبع بالمعهد الإسلامي بلندن.
٥ - المصطلح النقدي بين المحدثين والأدباء، بمجلة دار الحديث الحسنية.
٦ - الأحرف القرآنية السبع، معناها، دلالتها، أثرها، بمجلة دار الحديث الحسنية.
٧ - حدود الألفاظ المتداولة في أصول الفقه والدين، بمجلة دار الحديث الحسنية بالرباط. العدد الثالث.
٨ - المعرفة الإنسانية، أسسها وآفاقها، بمجلة المناهل بوزارة الثقافة المغربية.
٩ - الجيش الإسلامي في العهد النبوي، ملامحه وخصائصه بمجلة الجيش والقوات المسلحة الملكية العدد رقم ٢٧٨.
١٠ - الثقافة المغربية، ضمن الأعمال الإتحادية المغربية لنوادي اليونسكو ١٩٩١.
١١ - الدوحة النبوية الشريفة وأغصانها المنيفة، بمجلة الدوحة -الرباط- العدد الأول ١٩٩٦.
١٢ - الإجماع وموقعه في الإجتهاد الفقهي المعاصر، ضمن ندوة الإجتهاد المعاصر -ط- كلية الآداب بالرباط ضمن سلسلة ندوات ومناظرات - رقم ٥٣ -.
١٣ - البعثات الدبلوماسية في العهد النبوي وأثرها في التشريع الدولي، طبع ضمن ندوة التشريع الدولي في الإسلام بكلية الآداب بالرباط.
١٤ - الإنسان وعلاقته بالبيئة، رؤية إسلامية، من منشورات الإسيسكو.
١٥ - المصطلح الحديثي في القرون المتأخرة، مجلة المناظرة بالرباط، العدد السادس ١٩٩٣.
١٦ - نهضة الدراسات الإسلامية وآفاقها، ضمن الأسبوع الثقافي لكلية الآداب جامعة ابن زهر بأكادير ١٩٩٥.
١٧ - رواية أئمة الشيعة الإثني عشر في كتب أهل السنة والجماعة، منشورات منظمة الإسيسكو ضمن ندوة التقريب بين المذاهب ١٩٩٦ م.
١٨ - تأملات في المصطلح الحديثي نشأة ومصادر، ضمن ندوة المصطلح بكلية الآداب بفاس ١٩٩٦.
١٩ - ابن جابر الأندلسي شاعر المديح النبوي، ضمن كتاب زهرة الآس في فضائل العباس، دار المناهل بوزارة الشؤون الثقافية ١٩٩٧ م.
٢٠ - الله ورسوله أمَنُّ وأفضل (الخطبة النبوية إثر غزوة حنين)، بمجلة دار الحديث الحسنية بالرباط
العدد ١١.
٢١ - المجتمع الإسلامي بناؤه، وغايته، بمجلة الجيش والقوات المسلحة الملكية عدد ٢٧٣.
٢٢ - المعرفة المعاصرة والحكمة المنشودة، بمجلة الجيش والقوات المسلحة الملكية عدد ٢٧٧ م.
٢٣ - السيرة النبوية في حياة المسلم، بمجلة الجيش والقوات المسلحة الملكية عدد ٢٧٧.
٢٤ - ومضات عن الثقافة الإفريقية، بمجلة الجيش والقوات المسلحة الملكية عدد ٢٧٥.
٢٥ - الفكر الإسلامي ومستقبل الثقافة الإنسانية، بمجلة الجيش والقوات المسلحة الملكية. عدد ٢٧٦.
٢٦ - النهضة الفكرية في ظلال الدولة الموحدية بمجلة التاريخ العربي العدد ٤-١٩٩٧ م.
٢٧ - المذهبية في فكر ابن رشد بمجلة التاريخ العربي العدد ٦ - ١٩٩٨ م.
٢٨ - الإختلاف المباح في التشريع الإسلامي بمجلة التاريخ العربي العدد ١٨- ٢٠٠١.
٢٩ - المرأة، رؤية من القرآن الكريم، ضمن ندوة دولية بكلية الآداب بالرباط. سلسة ندوات ومناظرات رقم٩٧
٣٠ - الكون والطبيعة في فكر النورسي أثرا ودلالة وهدفا، ضمن مؤتمر تجديد الفكر الإسلامي في القرن الرابع عشر للهجرة، بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط، مارس ١٩٩٩ م.
٣١- الإنسان في فكر الإمام النورسي وجودا ومهمة وغاية، ضمن أعمال المؤتمر العالمي (النظرة القرآنية للإنسان)، اسطنبول، سبتمبر ٢٠٠٠ م.
٣٢ - أحكام الحضانة في الإسلام، سياج لحماية الطفولة، بمجلة الأحمدية بدبي، العدد الثالث ١٤٢٠ هـ.
٣٣- ريادة القاضي عبد الوهاب البغدادي الفقهية، أسبابها واثارها بمؤتمر القاضي عبد الوهاب بدر البحوث الاسلامية بدبي مارس ٢٠٠٣.
٣٤- الحوار والتواصل بين المذاهب الاسلامية، ضوابطه وتطبيقاته عند المحدثين، مؤتمر التقريب بين المذاهب الاسلامية، البحرين سبتمبر.٢٠٠٣.
٣٥ - أعلام السيرة النبوية في القرن الثاني للهجرة، مصنفاتهم، ومناهجهم. مؤتمر السنة والسيرة بالمدينة المنورة
ربيع الأول ١٤٢٥هـ ماي ٢٠٠٤ م.
٣٦ - مدارس القرآن الكريم في العهد النبوي وعهد الصحابة والتابعين، مجلة التاريخ العربي بالرباط، العدد السابع والثلاثون، ٢٠٠٦ م.
٣٧ - عقبات في طريق النهوض والبناء، بصائر الرباط ٢٠٠٦ م.
٣٨ - مراكز المعرفة في حالها ومآلها، بصائر الرباط، ٢٠٠٧ م.
٣٩ - التصوف مشروية وهدفًا، بصائر الرباط ٢٠٠٨.
٤٠ - في طريق البناء الانسان والمجتمع، بصائر الرباط ٢٠٠٥م.
٤١ - العولمة بدايات ومقاصد، نشر كلية الآداب والعلوم الانسانية بالرباط ضمن أعمال ندوة العولمة وآثارها في الاجتهاد وآفاقه، وكانت بإشراف الدكتور فاروق حمادة ٢٠٠٤ م.
المقالات:
وهي كثيرة في مجلات مشرقية ومغربية نذكر منها على سبيل المثال ما نشر بمجلة دعوة الحق في عقد السبعينات.
١ - نظرية الإصلاح الإجتماعي عند الإمام السبكي.
٢ - شيخوخة الفكر الماركسي.
٣ - احتضار الرأسمالية.
٤ - الإسلام ضرورة حضارية.
٥ - حديث خرافة في ميزان النقد الحديثي.
٦ - أسماء لمعت في أفق الهجرة.
٧ - ميلاد أمة.
٨ - المسلم في وجه التيارات الوافدة.
قدم لعدد من الكتب، والأطروحات الجامعية التي أشرف عليها وطبعت.
وهناك أبحاث ودراسات كثيرة لم تذكر في هذا المختصر وهي مطبوعة.
وهناك كتب ودراسات أخرى منها ما هو قيد الطبع ومنها ما هو قيد الإعداد، ستصدر قريبا إن شاء الله.
٣ - الحالة العائلية:
متزوج وله أربعة أولاد، وهم:
• الدكتورة حليمة،
• والمهندس الدكتور محمود.
• والدكتورة سيرين.
• والمهندس أحمد سيف الدين.
٤ - الأنشطة الاجتماعية:
• يرأس عددًا من الجمعيات الثقافية والاجتماعية ويشارك فيها.
٥ - يرأس ويشارك في عد د من الجمعيات الثقافية والإجتماعية.
_________
(*) قال مُعِدُّ الكتاب للشاملة: هذه الترجمة ليست من المطبوع
Página desconocida
مقدمة:
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد الأولين والآخرين، محمد بن عبد الله وعلى آله الطيبين، وصحابته المنتجبين، ومن اهتدى بهديهم إلى يوم الدين، أما بعد:
فإن السيرة النبوية العطرة، كانت على الدوام محلَّ اهتمام الأمة، ولاسيما في القرون الثلاثة الأُوَل؛ لأن صاحب السيرة قمة البشرية، وأسوة الإنسانية، ومحور مسيرتها إلى نهايتها.
وقد تعلق الصحابة رضوان الله عليهم برسول الله صلى الله عليه وسلمتعلقًا كبيرًا، فاستنارت به جنبات وجودهم ومكونات أفئدتهم، ولما التحق بالرفيق الأعلى وتوفاه الله إليه، شعروا وكأن الدنيا أظلمت عليهم، فعاشوا النموذج الأسمى فيه ﵊ حياتهم، إذ كان لكل واحد منهم معه موقف بل مواقف، ورووا أيامه الغراء لأبنائهم، وورثوها لهم، أعلاقًا نفيسة تصان، ودررًا غالية تحفظ، في حنايا القلوب، وأعماق المشاعر والعقول، منارًا للأجيال، ومعالم هادية للحياة، وموازين عادلة للمسالك.. ولاسيما وأقباس من هذه السيرة يتلونها قرآنًا في محاريبهم، ويتقربون به كلامًا قدسيًا إلى ربهم آناء الليل وأطراف النهار، فتثور ذكرياتهم ويعيشون الماضي حاضر أيامهم..
ولهذا كانت تهب عليهم رياح الذكريات في غدوهم ورواحهم، ويَرَون ما حولهم فيذكِّرهم كل شيء بأيام رسول الله ﷺ، فيحرصون حرصًا شديدًا على تدوين تلك اللحظات النبوية المضيئة، والمشاهد الشريفة، ويشجع الآباء أبناءهم على حفظها وروايتها للآتين، والاعتزاز بها في العالمين.
فعبد الله بن الزبير، يرتمي في أحضان والده حواري رسول الله ﷺ، ويمدّ
1 / 1
يده إلى جراحة غائرة في عاتقه فيسأله عن هذه الجراحة، فتعود به الذكرى إلى أيام خلت مع رسول الله صلى الله عليه وسلمفي نسق الزمن، ولكنها حاضرة في القلب والعقل والإحساس، فيحدث ابنه عنها، ويتحفظها عبد الله ويرويها لمن بعده بانتماء وافتخار.
وكذلك كانت الأحداث من مثل: عبد الله بن محمد بن عقيل وأقرانه يأتون جابر بن عبد الله الأنصاري - وكان له مع رسول الله صلى الله عليه وسلمأيام ومواقف إيمانية - فيسألونه عن سيرة رسول الله ﷺ، وأيامه فيكتبونها.
وكان علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب يقول: كنا نعلَّم مغازي رسول الله صلى الله عليه وسلموسراياه كما نعلَّم السورة من القرآن.
وكان إسماعيل بن محمد بن سعد يقول: كان أبي يعلمنا مغازي رسول الله صلى الله عليه وسلمويعدّها علينا، وسراياه، ويقول: يا بنيَّ هذه مآثر آبائكم فلا تضيعوا ذكرها (١) .
وهكذا كان الجيل الأول في حرصه على تبليغ مغازي رسول الله ﷺ، والجيل التابع من الحرص على تلقيها حتى أوشك القرن الأول على الانصرام، وأصبح عدد جيل الصحابة قليلًا جدًا بل هو معدود، لأنهم تفرقوا في الأمصار.. وقبل أن ينقرضوا قيض الله من أبنائهم، وأتباعهم جيلًا، كان منهم صفوة أولت هذه المفاخر عنايتها، وهذه السيرة أهميتها، وكان في طليعة هذا الجيل، ومن هذه الصفوة: أبان بن الخليفة الراشد عثمان بن عفان المتوفى في نهاية القرن الأول، وكان قد دون قسمًا من السيرة وصحَّحها (٢) .
_________
(١) انظر الجامع لآداب الراوي وأخلاق السامع للخطيب البغدادي ٢/١٩٥.
(٢) انظر مصادر السيرة النبوية وتقويمها ص: ٦٧.
1 / 2
وعروة بن الزبير بن العوام المتوفى في نهاية القرن الأول نحو ٩٤هـ، وقد جمع مختارات هامة في المغازي، حملت اسمه وسميت بمغازي عروة، وتناقلتها الأجيال في حلقات الدرس بعده.
ومنهم: عامر بن شراحيل الشعبي المتوفى بعد المائة الأولى بقليل، وقد روى عن جمع غفير من الصحابة، إذ أدرك منهم نحوًا من خمسمائة وكان طلاّبة للعلم، غير قنوع بالقليل من المعرفة، فأَوْلى السيرة والمغازي قسطًا من اهتمامه تلقيًا وتعليمًا. قال عبد الملك بن عمير: مرّ عبد الله بن عمر بالشعبي وهو يقرأ المغازي، فقال: كأن هذا كان شاهدًا معنا، ولهو أحفظ لها مني وأعلم (١) .
ومن هؤلاء: وهب بن منبه اليماني الصنعاني المتوفى بُعيد المائة الأولى، وكانت له عناية بالكتب السوالف مع السيرة النبوية.
فكان في نهاية القرن الأول للسيرة النبوية والمغازي حلقات درس خاصة زكاها وقوّاها عمل الخليفة الراشد عمر بن عبد العزيز الذي كانت خلافته على رأس المائة الأولى، وكان العمران قد استبحر، واتسع الناس، وأقبلوا على الدنيا وأَطلت أفكار غريبة، فأراد أن يجدد في قلوب المسلمين الصلة بالسيرة النبوية العطرة.
فكتب إلى أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم يأمره: انظر ما كان من حديث رسول الله ﷺ، أو سنة ماضية، أو حديث عمرة فاكتبه، فإني خفت دُروس العلم وذهاب العلماء (٢) . ولتفشوا العلم، ولتجلسوا حتى يُعَلَّم من لا
_________
(١) انظر سير أعلام النبلاء ٤/٣٠٢.
(٢) انظره في طبقات ابن سعد ٨/٤٨٠، وصحيح البخاري العلم، باب كيف يقبض العلم ١/١٩٤، وتقييد العلم للخطيب ص: ١٠٥-١٠٦.
1 / 3
يعلم، فإن العلم لا يهلك حتى يكون سرًّا (١) .
وقد أخذ درس السيرة النبوية في القرن الثاني، والتصنيف فيها مرحلة جديدة بدأت بحلق المساجد، ووضع مصنفات أو مكتوبات صغيرة، وبدأ رجال يقبلون على هذا الموضوع، وبدأ ينمو مع الأيام حتى استوى علم السيرة والتأليف فيها وكمل مع نهاية القرن الثاني. وقد كان ذلك من خلال أربعة أدوار، ولكل دور ملامحه وخصائصه.
فأردت أن أتتبع هذه الأدوار، واحدًا بعد آخر، وأذكر أبرز رجاله، ومصنفاته وأبين مكانة هؤلاء المصنفين وتأثيرهم في التصنيف في السيرة، ومناهجهم في مصنفاتهم متتبعًا ذلك من خلال المصادر الأصلية. ولا أذكر إلا من رأيت من خلال المصادر أنه من دارسي هذا العلم مع التدليل على ذلك دون تقليد لأحد من الدارسين قبلي وبخاصة دارسو التاريخ من المعاصرين؛ لأن هذا العلم يقوم أساسًا على الإسناد، وهو صناعة خاصة بالمحدثين ودارسي السنة، وله مفاهيمه التي لا يدرك مغزاها من لم يتمكن منها. مع ثنائنا الجميل وعرفاننا لكثير من الدارسين الذين كتبوا في هذا الموضوع أو قريب منه.
وحتى لا أكثر الإحالات على النصوص وأطيل الحواشي، فسأذكر مصادر تراجم الأعلام التي وقفت عليها وأفدت منها، وفيها جميع النصوص المقتبسة التي بنيت عليها هذا البحث.
_________
(١) انظره معلقًا في صحيح البخاري: كتاب العلم، باب كيف يقبض العلم ١/١٩٤.
1 / 4
الدور الأول:
بدأ القرن الثاني وانتشر العلماء، بتأثير التوجيه السديد، الذي دفع عمر ابن عبد العزيز العلماء إليه، في المساجد والأصقاع فكانوا يشيعون السنة والسيرة العطرة، ويعلمونها، واستدعى ذلك أَنْ تُمَيَّز السيرة بمكتوبات أكثر نضجًا من مدونات الجيل السابق. وتميزت نصوصها عن نصوص السنة بشكل أوضح، وأصبح الناس يذكرون روادًا لهم شأن في هذا الميدان في طليعتهم: (١) عاصم بن عمر بن قتادة، (٢) وشرحبيل بن سعد، (٣) ومحمد بن مسلم ابن شهاب الزهري، (٤) ويزيد بن رومان، (٥) وأبو محمد عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم الأنصاري.
١- أما عاصم فهو ابن عمر بن قتادة بن النعمان أبو عمر الظفري المدني الأنصاري المتوفى سنة ١٢٠هـ (١) .
أحد العلماء، كان جدّه من فضلاء الصحابة، وهو الذي رد النبي صلى الله عليه وسلمعينه بعد أن قلعت فعادت بإذن الله كما كانت. تلقى العلم عن أنس بن مالك، وجابر بن عبد الله، ومحمود بن لبيد، وجدّته رميثة ولها صحبة، وأبيه عمر بن قتادة والحسن بن محمد بن الحنفية وعلي بن الحسين وغيرهم. وروى عنه: بكير بن عبد الله بن الأشج، وزيد بن أسلم، وعمارة بن غزية، وابنه الفضل بن عاصم، ومحمد بن إسحق بن يسار، وغيرهم.
قال محمد بن سعد: كانت له رواية للعلم، وعلم بالسيرة، ومغازي رسول الله صلى الله عليه وسلموكان ثقة كثير الحديث عالمًا، وفد على عمر بن عبد العزيز في
_________
(١) انظر ترجمته في: طبقات خليفة ص: ٢٥٨، وتاريخ الفسوي ١/٤٢٢، والجرح والتعديل ٦/٣٤٦، وتهذيب الكمال ١٣/٥٢٨، وسير النبلاء ٥/٢٤٠، وتهذيب التهذيب ٥/٥٣.
1 / 5
خلافته في دَين لزمه فقضاه عنه عمر، وأمر له بعد ذلك بمعونة، وأمره أن يجلس في مسجد دمشق، فيحدِّث الناس بمغازي رسول الله ﷺ، ومناقب أصحابه ففعل، ثم رجع إلى المدينة، فلم يزل بها حتى توفي.
ولولا علم عمر وهو العالم المجتهد بمكانة هذا الرجل في هذا الميدان، لما طلب منه ذلك، وأقعده هذا المقعد، ولعله رجع إلى المدينة بعد وفاة عمر، وإليه يعود قسم غير قليل من روايات السير والمغازي من رواتها ومصنفاتها. وقد وثقه غير واحد من الأئمة، وأخرج حديثه الجماعة، قال الذهبي في «سير أعلام النبلاء»: «كان عارفًا بالمغازي، يعتمد عليه ابن إسحق كثيرًا» .
وإن كنا لانملك نصًّا خاصًا منفردًا عن عاصم بن عمر بن قتادة، إلا أننا من خلال ما دخل الكتب من حديثه عن المغازي وبخاصة كتاب تلميذه ابن إسحق الذي جعله أحد ركائزه الأساسية يتبين لنا أن عاصم بن عمر يذكر أخباره أحيانًا بالأسانيد، وأحيانًا بدون أسانيد، وأحيانًا يذكر واحدًا من شيوخه ويرسل عنه الحديث، كالزهري. ويقرنه في كثير من النقول مع غيره من شيوخه ورواته: مثل عبد الله بن أبي بكر، ومحمد بن يحيى بن حبان والزهري، ويزيد بن رومان، وغيرهم، وفي كتاب ابن إسحق نصوص كثيرة ومطولة عنه كما قال الذهبي..
ويحسن في دراسة معمقة عنه أن تُجمع نصوص ما ذُكر منها بالأسانيد أو بغيرها وتدرس الأسانيد والنصوص، وتُقابَلَ بغيرها، وينظر فيما اعتمده أهل هذا العلم من نصوصه، وما موقفهم من هذه النصوص إذا خالفت غيرها؟
٢- شُرَحْبيل بن سعد أبو سعد الخطمي المدني مولى الأنصار المتوفى
1 / 6
١٢٣هـ (١) .
تابعي روى عن جابر بن عبد الله، وعبد الله بن عباس، وعبد الله بن عمر، وأبي رافع، وأبي سعيد الخدري، وأبي هريرة وعويم بن ساعدة، والحسن بن علي. روى عنه مالك وكنى عنه، وكثيرون.
قال محمد بن سعد: «كان شيخًا قديمًا، روى عن زيد بن ثابت، وأبي هريرة، وعامة أصحاب رسول الله ﷺ، وبقي إلى آخر الزمان حتى اختلط، واحتاج حاجة شديدة، وله أحاديث، وليس يُحْتج به» .
قال علي بن المديني: قلت لسفيان بن عيينة: كان شرحبيل بن سعد يفتي؟ قال: نعم، ولم يكن أحد أعلم بالمغازي والبدريين منه، فاحتاج، فكأنهم اتهموه، وكانوا يخافون إذا جاء إلى الرجل يطلب منه شيئًا، فلم يُعْطِه أن يقول له: لم يشهد أبوك بدرًا. وقال ابن أبي حاتم: كان عالمًا بالمغازي.
قال ابن عدي: ولشرحبيل بن سعد أحاديث وليس بالكثير، وفي عامة مايرويه إنكار، على أنه قد حدّث عنه جماعة من أهل المدينة من أئمتهم، وغيرهم، إلا مالكًا، فإنه كره الرواية عنه، وكنى عن اسمه، وهو إلى الضعف أقرب. وقد عاب يحيى القطان على ابن إسحق عدم روايته عن شرحبيل.
وقد أخرج له ابن حبان، وابن خزيمة في صحيحيهما، وأبو داود، وابن ماجه في السنن، والبخاري في الأدب المفرد.
وبقيت روايات شرحبيل، -على إمامته في هذا الميدان وتخصصه فيه-، محدودة، وأقل من غيره، وانظر من رواياته طبقات ابن سعد (١/٢٣٧) من
_________
(١) ترجمته في طبقات ابن سعد ٥/٣١٠، والجرح والتعديل ٤/٣٣٨، والكامل لابن عدي ٤/٤١، وتهذيب الكمال ١٢: ٤١٥، وميزان الاعتدال ٢/٢٦٦، وتهذيب التهذيب٤/٣٢٠.
1 / 7
طريق يحيى بن محمد الجاري عن مجمع بن يعقوب عنه.
٣- الزهري محمد بن مسلم بن عبيد الله بن شهاب القرشي الزهري، أبو بكر المخزومي المتوفى ١٢٤هـ (١) .
علم الأعلام، وعالم الحجاز والشام، روى عن بعض الصحابة وعن جمع كبير من التابعين وكبارهم.
وروى عنه جمع غفير من الأعلام، وحديثه ملأ الكتب والدواوين قال ابن منجويه: رأى عشرة من أصحاب النبي ﷺ، وكان أحفظ أهل زمانه، وأحسنهم سياقًا لمتون الأخبار، وكان فقيهًا فاضلًا.
قال محمد بن سعد: قالوا: وكان الزهري ثقة كثير الحديث، والعلم والرواية فقيهًا جامعًا. قال الليث بن سعد: قلت لابن شهاب: يا أبا بكر لو وضعت للناس هذه الكتب ودونتها فتفرغت، فقال: ما نشر أحد من الناس هذا العلم نشري، وبَذَلَه بذلي.
وروايات ابن شهاب للسيرة النبوية ملأت الكتب كذلك من عصره وما تلاه، فابن إسحق تلميذُه أكثرَ عنه، وكل مَنْ صَنَّف في السيرة، أو روى، احتاج إليه.
ومِنْ تَتَبُّع نصوصه نجد أن الزهري في سرده للسيرة يستعمل الإسناد أحيانًا أي المرفوع المتصل، وأحيانًا يرسل، وأحيانًا يسوق الخبر بأسلوبه دون الاعتماد على أحد من الرواة، ولعل هذا راجع إلى طبيعة الموضوع وسياقه
_________
(١) ترجمته في جميع كتب التراجم والأعلام ومن المصادر: طبقات ابن سعد ٤/١٢٦ تاريخ ابن عساكر وقد فصلت ترجمته وطبعت بتحقيق شكر الله بن نعمة الله القوجاني ١٩٨٢، تهذيب الكمال ٢٦/٤١٩ وإحالاته، وسير أعلام النبلاء ٥/٣٢٦، وتهذيب التهذيب ٩/٤٤٥.
1 / 8
كقصة.
ويمكنني أن أقول هنا إنه وأقرانه بعمله هذا- أي بإسقاط الإسناد وسياق الأخبار دون إسنادها للرواة- قد مهدوا الطريق لتلميذهم محمد بن إسحق ومن بعده كأبي معشر، والواقدي أن يتجاوزوا الإسناد في كثير من أحداث السيرة وأخبارها، ولا أحتاج إلى التمثيل وذكر الصفحات؛ لأن ذلك كثير، ولكن هذه النصوص الكثيرة الواردة تدعونا إلى التساؤل، هل جمع الزهري مصنفًا في السيرة أو كتابًا فيها؟
لقد طلب عمر بن عبد العزيز من الزهري وأضرابه أن يجمعوا حديث رسول الله صلى الله عليه وسلمفهل شملت مكتوبات الزهري شيئًا من فصول السيرة أو الغزوات؟
لقد ذكر السهيلي في "الروض الأنف" (١) قوله: (وقع في سير الزهري أن بحيرى كان حبرًا من يهود تيماء ...) ويقول في خبر نكاح النبي صلى الله عليه وسلممن خديجة (٢): (وذكر الزهري في سيره، وهي أول سيرة ألفت في الإسلام ...) .
ومن هذين النصين يتبين أن سير الزهري لم يقتصر على المغازي، بل ذكر فيه الفترة المكية التي تشمل حياة النبي صلى الله عليه وسلمقبل البعثة.
وكنموذج من المغازي يقول في غزوة بدر؛ عند قوله (٣): لقد ارتقيت مرتقى صعبًا يارُوَيْعي الغنم، يعارض وما وقع في سير ابن شهاب، ومغازي ابن عقبة، أن ابن مسعود وجده جالسًا لا يتحرك.
_________
(١) انظر ١/٢٠٥.
(٢) انظر ١/٢١٤.
(٣) انظر ١/٤٩.
1 / 9
وقد ذكر السخاوي كتاب «مشاهد النبي ﷺ»، رواه عنه يونس بن يزيد الأيلي المتوفى ١٥٩هـ، وهو من المشهورين بالرواية عنه (١) .
كما ذُكِر له كتاب المغازي يرويه عنه الحجاج بن أبي منيع المتوفى ٢١٦هـ (٢) قال محمد بن يحيى الذهلي في ترجمة عبيد الله بن أبي زياد الرّصافي: لم أعلم رواية غير ابن ابنه يقال له: حجاج بن أبي منيع، أخرجه إلى جزء من أحاديث الزهري، فنظرت فيها فوجدتها صحاحًا، فلم أكتب منها إلا يسيرًا.
قال المزي في ترجمة حجاج: روى عن جدِّه عبيد الله بن أبي زياد الرصافي عن الزهري نسخة كبيرة، وأشار إلى تعليق البخاري له في الصحيح (٣) .
ومهما يكن من أمر روايات الزهري فهو إمام هذا العلم بلا منازع.
وأما زعم من زعم أنه أخرج مغازي الزهري من مصنف عبد الرزاق فلا دليل عليه، ولا يثبت عند البحث والتمحيص، وليس هذا مكان تفنيده، ويستحق ذلك.
٤- يزيد بن رومان الأسدي، أبو روح المدني، مولى آل الزبير التابعي المتوفى ١٣٠هـ (٤) .
_________
(١) انظر تذكرة الحفاظ ١/١٦٢، وتهذيب التهذيب ١١/٤٥٠، والإعلان بالتوبيخ ص: ٨٨ ومصادر السيرة النبوية وتقويمها ص: ٩٤.
(٢) انظر الإعلان بالتوبيخ ص: ٨٨.
(٣) انظر تهذيب الكمال ٥/٤٦٠.
(٤) انظر ترجمته في: طبقات ابن سعد القسم المتمم لتابعي المدينة ص: ٣١٠، والتاريخ الكبير للبخاري ٨ رقم ٣٢٠٧، والجرح والتعديل٩/رقم: ١٠٩٨ والتمهيد ٢٣/٣١، ووفيات الأعيان ٦/٢٧٧، وتهذيب الكمال ٣٢/١٢٢، وأسماء شيوخ مالك لابن خلفون ص: ٣١٣ وتهذيب التهذيب ١١/٣٢٥.
1 / 10
روى عن أنس بن مالك، وابن الزبير، وعروة بن الزبير، وسالم بن عبد الله ابن عمر، وصالح بن خوّات بن جبير، والزهري وهو من أقرانه، وغيرهم.
وروى عنه جمع غفير منهم: مالك بن أنس، ومحمد بن إسحق، ونافع بن أبي نعيم القارئ، وهشام بن عروة، وجمع من الجلَّة.
وقد وثقه غير واحد، قال ابن سعد في الطبقات: «كان عالمًا كثير الحديث ثقة، وأخرج له البخاري ومسلم، وغيرهما» .
قال أبو عمر بن عبد البر: كان عالمًا بالمغازي، مغازي رسول الله ﷺ، وكان ثقة. ولكن هل دَوَّن كتابًا في المغازي؟ لا يبعد أن يكون قد كتب شيئًا من ذلك، لكن لم يصلنا مستقلًا عنه شيء، ووصل عنه في الكتب قِسْطٌ لا بأس به من الروايات.
أما عن رواياته في السير والمغازي فهي منثورة في المصنفات الأولى بدءًا من كتاب محمد بن إسحق وفيه نصوص كثيرة، ومن خلالها يتبين لنا أنَّ ما أثبته عنه ابن إسحق تارة يكون بإسناد متصل عن شيوخه مثل عروة بن الزبير عن الصحابة، وأحيانًا يذكر الخبر دون إسناده لأحد من الرواة. وأحيانًا يقرنه مع أقرانه ويسوق خبره معهم، وانظر: طبقات ابن سعد ١/٢٨٠، ٣٠٥، ٢١٦، ٢٢١.
وبهذا يكون من الرواد الأوائل الذين أبرزوا روايات السيرة، ولم يخرج عن أضرابه في منهجه في رواية الأخبار.
٥- عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، أبو محمد الأنصاري
1 / 11
المتوفى نحو ١٣٠هـ (١) .
تابعي، روى عن أنس بن مالك، وعباد بن تميم الأنصاري، وعروة بن الزبير، وطائفة كبيرة.
وروى عنه جماعة من الأئمة منهم: الزهري - وهو أكبر منه - وسفيان الثوري، وسفيان بن عيينة، وحماد بن سلمة، ومعمر بن راشد، وابن جريج ومحمد بن إسحق.. وغيرهم.
قال مالك بن أنس: «كان رجل صدق كثير الحديث» . وقال ابن سعد: «كان ثقة عالمًا كثير الحديث» .
وقد وثَّقه غير واحد من الأئمة، وقال أحمد بن حنبل: حديثه شفاء، وقد أخرج حديثَه الشيخان وبقية الستة.
قال أبو عمر بن عبد البر: كان من أهل العلم، ثقة فقيهًا، محدّثًا حافظًا من ساكني المدينة وهو حجة فيما نقل وروى، وقال ابن حبان: كان من سادات الناس وفقهائهم، وقد كان لأسرته العلمية الشهيرة بالمدينة المنورة حلقة علمية في المسجد النبوي الشريف.
حلاَّه الإمام الذهبي بقوله: الإمام الحافظ أبو محمد الأنصاري صاحب المغازي، وشيخ ابن إسحق.
ولكن لم يصلنا كتاب مصنف قائم بنفسه عن عبد الله، إلا أن رواياته الكثيرة في كتب السيرة تعطينا عنه صورة جيدة من حيث كثرة مروياته
_________
(١) ترجمته في: التاريخ الكبير ٥/٥٤، والجرح والتعديل ٥/١٧، وطبقات ابن سعد القسم المتمم ص: ٢٨٣، والتمهيد ١٧/١٥٥، ومشاهير علماء الأمصار ص: ٦٨، وتهذيب الكمال ١٤/٣٤٩، وسير أعلام النبلاء ٥/٣١٤، وتهذيب التهذيب ٥/١٦٤ وغيرها.
1 / 12
لنصوص السيرة عند ابن إسحق ومن تلاه من المصنفين، ممّا يجعلني أرجح أن يكون له مكتوبات ولاسيما أن أسرته وبخاصة أبوه هو الذي طلب منه عمر ابن عبد العزيز التدوين للسنة والحديث.
ومِنْ تَتَبُّعِ نصوصه في كتاب ابن إسحق وتهذيبه لابن هشام ومصادر السيرة الأخرى، نجد أنه يسير التوجه العام فتارة يذكر أسانيده، وتارة يرسل الحديث، وتارة يقول ما استوعبه من مصادره التي استقى منها الأخبار دون أن يحيل على أحد.
وقد كان بجانب هؤلاء أعلام كانت لهم مشاركات في السيرة النبوية جمعًا ورواية، والملامح العامة للمنهج عند هؤلاء جميعًا هي:
١- إن جميع رجال هذه الطبقة تابعيون، رووا عن الصحابة وعن كبار التابعين، أي: أن العهد قريب.
٢- إن هؤلاء الرواة تعددت مصادرهم واتسعت نظرًا لاتصالهم بالصحابة وأبناء الصحابة، وكانوا يستقون منهم الأخبار، ولهذا نجد مخارج الروايات متعددة.
٣- هؤلاء الرجال كلهم مدنيون، والمدينة كانت مهبط الوحي، ومنطلق الغزو وميدان السيرة، ومعرفتهم بأهل المدينة وأسرها كبيرة - وهم منهم - تعطي الدقة والاطلاع.
٤- لم يصلنا كتاب مدوّن لنعرف بدقة كيفية جمعهم منهجًا ومضمونًا.
٥- نلاحظ من خلال النصوص الواردة عن هؤلاء أنهم أحيانًا يذكرون الأسانيد، وأحيانًا يتجاوزونها، وذلك نظرًا لشيوع هذه الأخبار وكثرة الناقلين لها -والله أعلم-.
1 / 13
٦ـ يظهر لي من خلال النصوص الواردة أنه كان لدى هؤلاء الرواد حرص شديد على تقصي أخبار السيرة والإحاطة بها.
٧ـ على يد هؤلاء - وكانوا في الربع الأول من القرن الثاني- قام علم السيرة وجمع رواياتها، وكوَّنوا مدرسة نهضت بهذا الأمر حتى علت به وبقي مع الأيام كما وضعوه، وجاء بعدهم الدور الثاني من القرن الثاني.
1 / 14
الدور الثاني:
قام في الطبقة الثانية من القرن الثاني، في بناء علم السيرة مجموعة من الأعلام وفي طليعتهم: (١) موسى بن عقبة، (٢) ومجالد بن سعيد، (٣) وسليمان التيمي، (٤) ومحمد بن إسحق، (٥) ومعمر بن راشد اليماني.
١- أما موسى بن عقبة فهو ابن أبي عياش القرشي الأسدي مولاهم، أبو محمد المدني المتوفى نحو ١٤١هـ (١) .
أدرك أنس بن مالك، وعبد الله بن عمر وسهل بن سعد، وأم خالد بنت سعيد بن العاص - ولها صحبة - ويقال: كان مولاها، وهو من صغار التابعين. وقد روى العلم عن جمع من التابعين مثل: علقمة بن وقاص الليثيّ، وأبي سلمة بن عبد الرحمن، وسالم بن عبد الله بن عمر، والأعرج، ونافع بن جبير، وعروة بن الزبير، وعكرمة والزهري، وأبي الزناد، وغيرهم كثير.
وقد روى عنه خلق كثير منهم: بكير بن عبد الله الأشج -مع تقدمه- وشعبة، ويحيى بن سعيد الأنصاري، وابن جريج، ومالك، والسفيانان، وأبو إسحق الفزاري، ومحمد بن فليح، وابن المبارك، وغيرهم.
وهو ثقة جليل حافظ إمام أثنى عليه الكبار: مالك بن أنس، وأحمد بن حنبل، وابن معين، وابن سعد وغيرهم.
وكان من أسرة علم، قال الواقدي: كان لإبراهيم، وموسى، ومحمد بني عقبة حلقة في مسجد رسول الله ﷺ، فكانوا كلهم فقهاء محدّثين، وكان
_________
(١) ترجمته في: طبقات ابن سعد؛ القسم المتمم ص: ٣٤٠، الجرح والتعديل ٨/١٥٤، المعرفة والتاريخ للفسوي ٣/٣٢، ٣١٧، تهذيب الكمال للمزي ٢٩/١١٩ سير أعلام النبلاء ٦/١١٦، أسماء شيوخ مالك لابن خلفون ص: ١٧٧، تهذيب التهذيب ١٠/٣٠٦، تذكرة الحفاظ ١/١٤٨ وغيرها.
1 / 15
موسى يفتي. وقال مصعب الزبيري: لهم هيبة وعلم.
كتب موسى المغازي وتتبعها وأتقنها، وسبب ذلك ما ذكره إبراهيم بن المنذر قال: حدّثنا سفيان بن عيينة، قال كان بالمدينة شيخ يقال له: شُرَحبيل أبو سعد، وكان من أعلم الناس بالمغازي، فاتهموه أن يكون يجعل لمن لا سابقة له سابقة، وكان قد احتاج فأسقطوا مغازيه، وعلمه.
قال إبراهيم: فذكرت هذا لمحمد بن طلحة بن الطويل ولم يكن أحد أعلم بالمغازي منه فقال لي: كان شرحبيل بن سعد عالمًا بالمغازي، فاتهموه أن يكون يُدْخِلُ فيهم من لم يشهد بدرًا، ومَنْ قُتل يوم أحد، والهجرة، ومن لم يكن منهم وكان قد احتاج فسقط عند الناس، فسمع بذلك موسى بن عقبة فقال: وإن الناس قد اجترؤوا على هذا؟ فدبّ على كبر السن وقيد من شهد بدرًا، وأحدًا، ومن هاجر إلى أرض الحبشة، والمدينة وكتب ذلك.
وقد غدا كتابه هذا محل ثقة العلماء وراج في حلقات الدرس، فكان مالك بن أنس إذا سئل عن المغازي عمن تكتب قال: عليكم بمغازي موسى ابن عقبة فإنه ثقة، وفي رواية: عليكم بمغازي الرجل الصالح موسى بن عقبة، فإنها أصح المغازي.
وسبب ثناء مالك عليها يوضحه ما جاء عنه في قوله: عليكم بمغازي موسى بن عقبة، فإنه رجل ثقة طلبها على كبر السن ليقيد من شهد مع رسول الله ﷺ، ولم يكثر كما كثر غيره.
قلت: هو يعرض بعمل محمد بن إسحق.
وبقي العلماء عبر العصور يشيدون به ويشيرون إليه، ومن ذلك قول علي ابن المديني، قال لي الدراوردي؛ قل ليوسف السمتي: يتقي الله ويرد كتاب
1 / 16
موسى بن عقبة. قلت: أي أنه كان قد أعاره إياه لينسخه.
وبالرجوع إلى طبقات ابن سعد نجده قد تتبعه حَذْوَ القُذَّةِ بالقُذَّةِ، وجعله أحد مصادره الأربعة الأساسية.
واقتبس منه من الأوائل: يعقوب بن سفيان الفسوي في المعرفة والتاريخ من طريق محمد بن فليح. والبيهقي في دلائل النبوة انظر مثلًا ٣/٢٠٦، والاعتقاد ص: ٣٣٩، ٣٥١ وغيرهما من كتبه وقد اقتبس نصوصًا طويلة.
أما أبو عمر بن عبد البر في كتاب «الدرر في اختصار المغازي والسير» فقد قَدَّمه على غيره وقال: وأفردت هذا الكتاب لسائر خبره، ومبعثه وأوقاته ﷺ، اختصرت ذلك من كتاب موسى بن عقبة، وكتاب ابن إسحق.. واعتمده ابن عساكر في تاريخه، واللالكائي والمتأخرون وكل من كتب في السيرة النبوية ناهيك بمصنفات الحديث التي تلته.
وقد وصل الكتاب كاملًا إلى المتأخرين ونجد ابن سيد الناس في سيرته عيون الأثر يعتمده، ويضعه في جملة المصنفات التي أكثر الرجوع إليها ورواها بسنده، انظر ٢/٤٥٧، ونجد الذهبي يقول في تذكرة الحفاظ (١): «قرأت مغازي موسى بالمزّة على أبي نصر الفارسي» .
وقال في سير أعلام النبلاء (٢): «الإمام الثقة الكبير، وكان بصيرًا بالمغازي النبوية، ألفها في مجلد، فكان أول من صنف في ذلك» .
وقال تعليقًا على قول مالك: «ولم يكثر كما كثر غيره» .
(قلت: هذا تعريض بابن إسحق، ولا ريب أن ابن إسحق كثر وطوّل
_________
(١) انظر تذكرة الحفاظ ١/١٤٨.
(٢) سير أعلام النبلاء ٦/١١٥، ١١٦.
1 / 17
بأنساب مستوفاة، اختصارها أملح، وبأشعار غير طائلة، حذفها أرجح، وبآثار لم تصح، مع أنه فاته شيء كثير من الصحيح لم يكن عنده، فكتابه محتاج إلى تنقيح رواية ما فاته.
وأما مغازي موسى بن عقبة فهي في مجلد ليس بالكبير سمعناها، وغالبها صحيح، ومرسل جيد، ولكنها مختصرة تحتاج إلى زيادة بيان وتتمة) .
وقد اقتبس الذهبي منها كثيرًا في تاريخه الكبير، وفي قسم السيرة، وفي السيرة التي أفردها حسام الدين القدسي وطبعها، ومن خلال ذلك يتبيّن لنا طريقة سياقه للنصوص، فتارة يروي بإسناده موصولًا، وتارة يروي عن شيوخه وخاصة الزهري مرسلًا، وتارة يسوق الخبر دون أن ينسبه إلى أحد بعبارته حسب ما استقى من مصادره في الوسط الذي عاش فيه: المدينة المنورة، ولولا خشية الإطالة لذكرت نماذج، وهذا بذاته يحتاج لمبحث مستقل، ولكن من التتبع لنصوصه عند ابن سعد، وابن سيد الناس والذهبي وغيرهم، نجد تأكيد ما قاله الذهبي وهو إمام الصنعة أن مراسيله وما لخصه بجملته صحيح ومقبول.
ولابد من الإشارة إلى أن موسى بن عقبة كان يريد أن يدقق في عمل رجلين معاصرين له، ويتجنب العثرات العلمية التي قصرا في تجنبها، وهما شُرَحبيل بن سعد، ومحمد بن إسحق، أما بالنسبة لشرحبيل فأراد أن يضبط من مصادر وثيقة ذوي السابقة في الإسلام الذين حضروا المشاهد، كل في مرتبته.
وأما محمد بن إسحق فأراد أن يبتعد عن الاستطراد والتطويل والجمع والحشد الذي وقع فيه محمد بن إسحق، وقد نجح إلى حدٍّ كبير في ذلك
1 / 18
حسب ما شهد له به العلماء الذين عاصروه وجاؤوا بعده.
وقد اختصر الكتاب واحتفظ بطرف منه ابن قاضي شهبة، وطبع، وحاول بعض الناس جمع نصوصه، والأمر ما زال فيه متسع.
٢-مجالد بن سعيد بن عمير الهمداني، أبو عمر الكوفي المتوفى ١٤٤هـ (١) .
علامة محدث، ولد في أيام جماعة من الصحابة، ولكن لم تتهيأ له الرواية عنهم، ويدرج كما قال الذهبي: في عداد صغار التابعين، وقد روى عن الشعبي وأبي الوداك، وقيس بن أبي حازم، ومرَّة الهمداني ... وغيرهم.
وروى عنه الكبار: السفيانان، وشعبة، وجرير بن حازم، وحفص بن غياث، وعبد الله بن المبارك، وهشيم بن بشير، وحماد بن زيد، وأبو أسامة حماد بن أسامة، وابنه إسماعيل بن مجالد، وقد روى عنه إسماعيل بن أبي خالد، وهو أكبر منه، وهذا يدخل في رواية التابعين عن الأتباع.
وقد وثقه بعضهم كالنسائي، وقال الفسوي: تكلم فيه الناس وهو صدوق. وقال العجلي: جائز الحديث، وقال البخاري: صدوق.
وكان يحيى بن سعيد يضعفه، وابن مهدي لايروي له شيئًا، وكان ابن مهدي يقول: حديث مجالد عند الأحداث - يحيى بن سعيد، وأبي أسامة - ليس بشيء، ولكن حديث شعبة وحماد بن زيد، وهشيم وهؤلاء القدماء، يعني أنه تغيَّر حِفْظُه في آخر عمره. وقال ابن عدي: «ومجالد له عن الشعبي
_________
(١) انظر ترجمته في: طبقات ابن سعد ٦/٣٤٩، والتاريخ الكبير للبخاري ٨/رقم: ١٩٥٠، والجرح والتعديل ٨/رقم: ١٦٥٣ والمجروحين لابن حبان ٣/١٠، والكامل لابن عدي ٦/٤٢٠، وتهذيب الكمال ٢٧/٢١٩، وسير أعلام النبلاء ٦/٢٨٦، وتهذيب التهذيب ١٠/٣٩، وتقريب التهذيب ص:٦٠٥.
1 / 19