140

العلاج والرقى

العلاج والرقى

Géneros

٤- علاج قلق المرضى بالتلطُّف بهم؛ بتطييب نفوسهم، وتقويةِ قلوبهم
إن مما يُثلِج صدر المريض ويفرح قلبه أن يرى القريب والبعيد قد اهتم بأمره؛ يرجو له الشفاء العاجل والعافية التامة، وقد رغّب النبيُّ ﷺ بعيادة المريض، بل أمر بذلك (٢٤٣)، فقال: «عَائِدُ الْمَرِيضِ فِي مَخْرَفَةِ الْجَنَّةِ حَتَّى يَرْجِعَ» (٢٤٤)، وقال ﵊: «أَطْعِمُوا الجَائِعَ، وَعُودُوا الْمرَيضَ، وَفُكُّوا الْعَانِي» (٢٤٥) [ومما يلتحق بعيادة المريض: تعهُّدُه وتفقُّد أحواله والتلطُّفُ به، وربما كان ذلك - في العادة - سببًا لوجود نشاطه وانتعاش قوته] (٢٤٦) .

(٢٤٣) الأمر بعيادة المريض، قد فهم منها البخاري ﵀ الوجوبَ، وذلك على ظاهر الأمر بالعيادة، والجمهور على أنها في الأصل نَدْب (مستحبة)، وقد تصل إلى الوجوب في حق بعض دون بعض. انظر: "الفتح" لابن حجر (١٠/١١٧) .
(٢٤٤) أخرجه مسلم؛ كتاب: البرّ والصلة والآداب، باب: فضل عيادة المريض، برقم (٢٥٦٨)، عن ثوبانَ ﵁ (مولى رسول الله ﷺ . ومَخْرفة الجنة أو خُرْفتها: «جَنَاهَا»، كما بيّنها النبيُّ ﷺ في آخر هذا الحديث.
(٢٤٥) أخرجه البخاري؛ كتاب: المرضى، باب: وجوب عيادة المريض، برقم (٥٦٤٩)، عن أبي موسى الأشعري ﵁. و«الْعَانِي» هو: الأسير.
(٢٤٦) أفاده ابن حجر في "الفتح" (١٠/١١٨) .

1 / 145