الواضح في علوم القرآن

Mustafa Dib al-Bagh d. Unknown
82

الواضح في علوم القرآن

الواضح في علوم القرآن

Editorial

دار الكلم الطيب / دار العلوم الانسانية

Número de edición

الثانية

Año de publicación

١٤١٨ هـ - ١٩٩٨ م

Ubicación del editor

دمشق

Géneros

لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ ما عَنِتُّمْ [التوبة: ١٢٨] حتى خاتمة براءة «١». فالمراد أنه لم يجدها مكتوبة عند غيره، وليس المراد أنه لم يجدها محفوظة عند غيره، وإلا فقد كان هو وكثير من الصحابة يحفظونها، وإنما أراد أن يجمع بين الحفظ والكتابة، ولذلك تأخّر في إثباتها حتى وجدها مكتوبة عند أبي خزيمة ﵁. بل إنه توقّف في بادئ الأمر عن كتابتها لأنه لم يشهد لديه شاهدان على كتابتها بين يدي رسول الله ﷺ حسب منهجه، ثم كتبها أخيرا بعد أن توفّر لديه ذلك. ٥ - مكان هذه الصحف: لقد استغرق عمل زيد ﵁ سنة كاملة، وكان الانتهاء أواخر السنة الثانية عشرة للهجرة، وما أن انتهى ﵁ من عمله وأبرز تلك الصحف حتى استقبلها الناس بما تستحق من عناية فائقة، فحفظها أبو بكر ﵁ عنده بقية حياته، ثم كانت عند خليفته أمير المؤمنين عمر بن الخطاب ﵁ مدة خلافته، ثم انتقلت إلى دار حفصة أم المؤمنين بنت عمر ﵄، عملا بوصية أبيها أمير المؤمنين، حيث لم يكن الخليفة الجديد معروفا بعد، بل كان الأمر شورى بين ستة اختارهم عمر ﵁ كما هو معروف. هذا إلى جانب ما كانت عليه حفصة ﵂ من مكانة تجعلها أهلا لهذه المكرمة، فهي فوق أنها زوج رسول الله ﷺ حافظة لكتاب الله تعالى، تقوم به آناء الليل وتتلوه أطراف النهار. ثم كانت هذه الصحف مرجعا لعمل عثمان ﵁ الذي ستعرفه فيما بعد. ٦ - مزايا هذه الصحف: لقد امتازت الصحف التي جمعها زيد ﵁ بأمور أهمها:

(١) الحديث بطوله سبق صفحة (٨٤).

1 / 86