الواضح في علوم القرآن
الواضح في علوم القرآن
Editorial
دار الكلم الطيب / دار العلوم الانسانية
Número de edición
الثانية
Año de publicación
١٤١٨ هـ - ١٩٩٨ م
Ubicación del editor
دمشق
Géneros
روى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ: «ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله، يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم، إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفّتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده» «١».
٨ - ويجب على السامع للقرآن أن ينصت ويفكّر في آياته، سواء أكان يسمعه من قارئ أو من مذياع ... قال تعالى: وَإِذا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ [الأعراف: ٢٠٣].
٣ - التغني بالقرآن
ذكرنا فيما سبق أن من آداب التلاوة: تحسين الصوت وتجويد التلاوة، ونزيد هنا هذا الأمر وضوحا فنقول: إنّ تحسين الصوت وتزيينه بالقرآن مستحب ولو بالألحان العربية المعروفة، ولكن بشرط مراعاة آداب القرآن وملاحظة الأحكام المنصوص عليها في علم التجويد، وعدم الإخلال بأيّ حكم من أحكام القرآن، ويؤيّد هذا
قول النبيّ ﷺ لأبي موسى الأشعري: «لقد أوتيت مزمارا من مزامير آل داود» «٢»
أي أوتيت صوتا حسنا. وكان عبد الله بن مسعود ﵁ قارئا نديّ الصوت ويجيد تلاوة القرآن،
وقد قال عنه رسول الله ﷺ: «من أحبّ أن يقرأ القرآن غضّا كما أنزل فليقرأه على قراءة ابن أم عبد» «٣»
يعني ابن مسعود.
وعن البراء بن عازب ﵄ قال: سمعت رسول الله ﷺ قرأ في
_________
(١) رواه مسلم في الذكر (٢٦٩٩) وأبو داود في الصلاة (١٤٥٥) والترمذي في فضائل القرآن (٢٩٤٥) وابن ماجة في المقدمة (٢٢٥). ومعنى «السكينة»: الطمأنينة والراحة والرضا، و«غشيتهم»: عمّتهم وتخللت نفوسهم، و«حفّتهم»: أحاطت بهم وحرستهم.
(٢) رواه البخاري في فضائل القرآن (٤٧٦١) ومسلم في صلاة المسافرين (٧٩٣) (١٢٥).
(٣) رواه أحمد في المسند (١/ ٤٤٥) وابن ماجة في المقدمة (١٣٨).
1 / 33