218

الواضح في علوم القرآن

الواضح في علوم القرآن

Editorial

دار الكلم الطيب / دار العلوم الانسانية

Número de edición

الثانية

Año de publicación

١٤١٨ هـ - ١٩٩٨ م

Ubicación del editor

دمشق

Géneros

ليس فيها قميص، وصلّى عليه ابنه الحسن، فكبر عليه أربع تكبيرات، ودفن بالكوفة عند مسجد الجماعة في الرحبة مما يلي أبواب كندة قبل أن ينصرف الناس من صلاة الفجر. رضي الله تعالى عنه وأرضاه «١». ٢ - عبد الله بن مسعود ﵁ ١ - التعريف به: هو أبو عبد الرحمن بن مسعود بن غافل الهذلي، أسلم قديما حتى كان سادس ستة دخلوا الإسلام، وقرأ القرآن، وهو أول من جهر بقراءة القرآن على المشركين، قرأ سورة الرحمن على ملأ من قريش قرب الكعبة المشرّفة، فانهال عليه ملأ المشركين ضربا، وأوذي في الله من أجل ذلك، حتى إن أبا جهل قطع أذنه. وحين أمكن الله عبد الله بن مسعود من أبي جهل يوم بدر قطع أذنه ورأسه «٢». كان يخدم رسول الله ﷺ في أكثر شئونه، وهو صاحب طهوره وسواكه ونعله، يلبسه إياه إذا قام ويخلعه ويحمله في درعه إذا جلس، ويمشي أمامه إذا سار، ويستره إذا اغتسل، ويوقظه إذا نام، ويلج عليه داره بلا حجاب، حتى لقد ظنه أبو موسى الأشعري رضي الله تعالى عنه من أهل بيت رسول الله ﷺ، لما رأى من كثرة دخوله ودخول أمه على رسول الله ﷺ ولزومه له «٣». هاجر إلى الحبشة، وفيما هو هناك بلغه هجرة رسول الله ﷺ إلى المدينة المنورة، فهاجر من الحبشة إليها، ودخل على رسول الله ﷺ وهو في الصلاة فسلم عليه فلم يرد رسول الله ﷺ السلام. وقد ورد عنه رضي الله تعالى عنه أنه قال: كنا نسلم على النبيّ ﷺ وهو في الصلاة قبل أن نأتي أرض الحبشة فيرد علينا، فلما

(١) طبقات ابن سعد: (٣/ ٣٧ - ٣٨). (٢) سير أعلام النبلاء (١/ ٤٨٢). (٣) المصدر السابق (١/ ٤٦٨).

1 / 222