الواضح في علوم القرآن
الواضح في علوم القرآن
Editorial
دار الكلم الطيب / دار العلوم الانسانية
Número de edición
الثانية
Año de publicación
١٤١٨ هـ - ١٩٩٨ م
Ubicación del editor
دمشق
Géneros
يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَراءِ حِجابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ ما يَشاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ [الشورى: ٥١].
فالوحي أولا: إلقاء المعنى في القلب، وقد يعبّر عنه بالنّفث في الرّوع
قال ﷺ: «إن روح القدس نفث في روعي: إن نفسا لن تموت حتى تستكمل رزقها وأجلها، ألا فاتقوا الله وأجملوا في الطلب» «١»
وهو- بالضم- القلب والخلد والخاطر.
وثانيا: الكلام من وراء حجاب، وهو أن يسمع كلام الله من حيث لا يراه، كما سمع موسى ﵇ نداء ربه من وراء الشجرة قال تعالى:
فَلَمَّا أَتاها نُودِيَ مِنْ شاطِئِ الْوادِ الْأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ أَنْ يا مُوسى إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعالَمِينَ [القصص: ٣٠].
وثالثا: هو ما يلقيه ملك الوحي المرسل من الله تعالى إلى رسول الله، فيراه متمثلا بصورة رجل أو غير متمثل، ويسمعه منه أو يعيه بقلبه. وهذا النوع الثالث أشهر الأنواع
وأكثرها وقوعا، ووحي القرآن كلّه من هذا القبيل، وهو المسمّى:
(الوحي الجلي) قال تعالى: نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ (١٩٣) عَلى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ (١٩٤) بِلِسانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ [الشعراء: ١٩٣ - ١٩٥].
٣ - حالات الوحي:
كان جبريل ﵇ يأتي النبيّ ﷺ على حالات متنوعة:
١ - فتارة يظهر للرسول في صورته الحقيقية الملكية، عن عبد الله بن مسعود ﵁ قال: لَقَدْ رَأى مِنْ آياتِ رَبِّهِ الْكُبْرى [النجم: ١٨] قال: رأى جبريل في
_________
(١) رواه أبو نعيم في الحلية (١٠/ ٢٧) بسند صحيح عن أبي أمامة ﵁، والبغوي في شرح السنة (٤/ ٣٠٤) وفي إسناده رجل مجهول.
1 / 18