Al-Taysir fi Usul wa Itijahat al-Tafsir
التيسير في أصول واتجاهات التفسير
Editorial
دار الإيمان
Ubicación del editor
الإسكندرية
Géneros
المبحث الثامن عشر أسباب النزول كأصل من أصول التفسير
سبب النزول: هو ما نزل قرآن بشأنه وقت وقوعه كحادثة أو سؤال.
ومثال ما كان سببه حادثة: لما نزل قول الله تعالى: وأَنْذِرْ عَشِيرَتَك الْأَقْرَبِينَ (٢١٤) [الشعراء: ٢١٤] جمع رسول الله ﷺ بني هاشم، وقال: ألو أخبرتكم أن خيلا تغير عليكم من وراء هذا الوادي أكنتم مصدقي؟، قالوا: ما جربنا عليك كذبا، قال: فإني رسول الله إليكم بين يدي عذاب شديد، فقال عمه أبو لهب، تبا لك ألهذا جمعتنا، فأنزل الله تعالى تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ وتَبَّ [المسد: ١].
ومثال ما كان سبب وقوعه سؤالا: ما جاء أنه ﷺ مرّ بنفر من يهود فقالوا: لو سألتموه، فقالوا: حدثنا عن الروح؟، فوقف ساعة ورفع رأسه، فنزل عليه:
وَيَسْئَلُونَك عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وما أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا (٨٥) (١) [الإسراء: ٨٥].
ويحترز في أسباب النزول بأن تكون الأسباب وقت نزول القرآن لا قبله ولا بعده، فالآيات التي جاءت مخبرة بأخبار ماضية كحادثة الفيل، أو مستقبلة كغلبة الروم للفرس لا يصح أن يقال إن هذه الحوادث كانت سببا لنزول الآيات، ولهذا عاب السيوطي على الواحدي جعله قصة قدوم الحبشة لهدم البيت الحرام سببا في نزول سورة الفيل (٢).
طريق معرفة أسباب النزول:
اتفق العلماء على أن طريق معرفة أسباب النزول هي التوقيف أي النقل
(١) انظر: الشيخ عبد العظيم الزرقاني: مناهل العرفان في علوم القرآن ١/ ١٠٤ وأصله في البخاري. (٢) انظر: الإتقان في علوم القرآن ١/ ٩٤.
1 / 92