179

التيسير في التفسير

التيسير في التفسير

Investigador

ماهر أديب حبوش وآخرون

Editorial

دار اللباب للدراسات وتحقيق التراث

Número de edición

الأولى

Año de publicación

1440 AH

Ubicación del editor

أسطنبول

Géneros

Exégesis
منه (^١)، فلَزِمتَا الكلمةَ لزومَ تلك الهمزة، ولهذا لم تسقطَا عند النداء: يا أللَّه (^٢)، كما سقطتَا من (^٣) غيرِه من الأسماء: يا رحمنُ يا رحيمُ، ونحوِه. وعن كعبِ الأحبار قال: كان داودُ ﵇ أَلِهًا أَلُوهًا. أي: مُوْلَعًا (^٤) بمقالهِ في كلِّ أحواله: إلهي إلهي. وقال جعفرٌ الصادقُ في هذا الاسم: أَبرزَه اللَّهُ تعالى من غَيبه إلى قولهِ، ومِن قولهِ إلى قلمه، ومِن قلمه إلى لَوحه، ومن لَوحه إلى وحيه، ومن وحيه إلى أنبيائه، سكينةً ووقارًا لقلوب أوليائه. وقولُنا: (من الشيطان) كلمةُ (مِن) في اللُّغة لأشياء، وهاهنا تكونُ لأحدِ معانٍ ثلاثةٍ: إمَّا للابتداء: كما في قوله تعالى: ﴿ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ﴾ [البقرة: ١٩٩]. وإمَّا للانتقال: كما في قوله تعالى: ﴿وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنْهَا﴾ [المائدة: ٣٧]. وإمَّا للتعديَة: فإن وقوعَ هذا الفعل على الاسم المذكور بعده مختصٌّ بهذه الكلمة لغةً. وتحقيقُ المعنى الأولِ والثاني: أن العَوْذ يبدأ (^٥) بالانفصال من الشيطان ويَتمُّ بالاتصال باللَّه، وهو انتقالٌ من غيرِ اللَّه إلى اللَّه.

(^١) أي: بدلًا من الهمزة المحذوفة في (إله)، انظر: "تفسير الثعلبي" (١/ ٩٦)، وقد ذكره عقب قوله: "يسمعها لاهه الكبار". (^٢) في (أ): "عند النداء به". (^٣) في (ف): "عند". (^٤) في (ر): "مولهًا". (^٥) في (ف): "يبتدأ".

1 / 32