Al-Ta'rif bima 'Anasat al-Hijrah min Ma'alim Dar al-Hijrah
التعريف بما أنست الهجرة من معالم دار الهجرة
Investigador
أ د سليمان الرحيلي
Editorial
دارة الملك عبد العزيز
Ubicación del editor
الرياض - السعودية
Géneros
وبعد فإن العناية بالمدينة الشريفة متعينة، والرعاية لعظيم حرمتها لكل خير متضمنة، والوسيلة بنشر شرفها شافعة، والفضيلة لأشتات معاهدها جامعة، لأنها طابة (^١) ذات الحجرة المُفَضلة، ودار الهجرة المُكَمَّلة، وحَرَم النبوة المُشرفة بالآيات المُنزَّلة، والمسجد الذي تشد إليه الرِّحال المُرقِلَة (^٢). والبقعة التي تهبط (^٣) الأملاك عليها، والمدينة التي يأْرِزُ الإيمان إليها (^٤)، والمسجد الذي تفوح أرواح نجد من ثياب زائريه (^٥)، والمورد الذي لا يَروى (^٦) من الشوق غُلّة (^٧) واردِيه، والعَرصة (^٨) التي خَصَّها الله تعالى ﷿ بالنبي الأطهر، والحُوْمة (^٩) التي فيها الروضة المُقدسة، بين القبر والمنبر، والتربة التي سَمت بساكنها على الآفاق، وفَضُلَتْ بِقاعَ الأرض على الإطلاق (^١٠)، فهي كما قيل:
جَزَم الجميع بأنّ خيرَ الأرض ما … قد حاط ذاتَ المُصطفى وحَواها
_________
(^١) طابة: بتخفيف الباء اسم من أسماء المدينة بمعنى طيِّبة، وطابة وطيبة بإسكان الوسط وطيبة بتشديده كلها من أسمائها متشابهة في اللفظ والمعنى، وفي الحديث الصحيح «إن الله سمى المدينة طابة». مسلم: صحيحة ج ٢ ص ١٠٠٧؛ السمهودي ج ١ ص ١٦.
(^٢) المرقلة: أي المسرعة.
(^٣) في أيمن هذه الصفحة بالأصل تعليق باللغة التركية، وإشارة إلى أصل الفعل يأرز في الصحاح للجوهري.
(^٤) هذه الجملة مأخوذة من الحديث الصحيح «إن الإيمان ليأرز إلى المدينة كما تأرز الحية إلى جحرها». البخاري: ج ٢ ص ٦٦٣
(^٥) اشتهرت نجد عند العرب بروائح زهورها البرية من خُزامى ونَفْل ونحوها، والمؤلف يشير إلى ذلك.
(^٦) في (ب) و(ص) لا تروي.
(^٧) غلة: أي عطش. الفيروزآبادي: القاموس المحيط ج ٣ ص ٤١٢.
(^٨) العرصة: الأرض الواسعة بين الدور والجبال ونحوها ومعناها هنا البقعة.
(^٩) الحومة: تأتي بالفتح وصف للرمل الكثير أو أشد موضع فيه أي بؤرته، وتأتي بالضم بمعنى البِلَّور. المصدر السابق ج ٣ ص ٧٤٦.
(^١٠) بالغ المؤلف هنا في الوصف، وكان ينبغي عليه أن يستثني مكة، فالثابت شرعًا أنَّها أحب البقاع إلى الله.
1 / 40