Advertencia y Respuesta a la Gente de Innovaciones y Sediciones
التنبيه والرد على أهل الأهواء والبدع
Investigador
محمد زاهد الكوثري
Editorial
المكتبة الأزهرية للتراث
Ubicación del editor
القاهرة
ثمَّ دَعَا بِالَّذِي يَلِيهِ فَقَالَ كل فَقَالَ مَا كنت لآكل شَيْئا حرمه الله على أبدا فَأمر بِقدر نُحَاس فملئت زيتا ثمَّ أغليت حَتَّى إِذا غلت أَلْقَاهُ فِيهَا حَتَّى قَتله ودعا بِالَّذِي يَلِيهِ فَقَالَ لَهُ كل فَقَالَ أَنْت أذلّ وَأَقل وأهون على الله من أَن آكل شَيْئا حرمه الله على أبدا فَضَحِك الْملك وَقَالَ تعلمُونَ مَا أَرَادَ بشتمه إيَّايَ أَرَادَ أَن يغضبني فأعجل عَلَيْهِ فِي قَتله وليخطئنه ذَلِك فَأمر بحز جلد عُنُقه ثمَّ أَمر بِهِ أَن يسلخ جلد رَأسه فسلخوه سلخا
فَلم يزل يقتل كل وَاحِد مِنْهُم بقتل غير قتل أَخِيه حَتَّى أبقى أَصْغَرهم فَالْتَفت إِلَيْهِ وَإِلَى أمه فَقَالَ لَهَا الْملك لقد رَأَيْت مَا رَأَيْت فانطلقي بابنك هَذَا فاخلى بِهِ وراوديه أَن يَأْكُل لقْمَة وَاحِدَة فيعيش لَك قَالَت نعم فخلت بِهِ فَقَالَت لَهُ اعْلَم ابْني أَنه كَانَ لي على كل رجل من إخْوَتك حق ولى عَلَيْك حقان وَذَلِكَ أَنِّي أرضعت كل أَخ من إخْوَتك حَوْلَيْنِ فأرضعتك أَنْت أَرْبَعَة أَحْوَال لِأَن أَبَاك مَاتَ وَأَنا حُبْلَى بك فنفست بك وَخرجت ضَعِيفا فرحمتك لضعفك فأسألك بِاللَّه وبحقي عَلَيْك أَلا مَا صبرت وَلم تَأْكُل شَيْئا حرمه الله عَلَيْك وَلَا ألْقى إخْوَتك يَوْم الْقِيَامَة وَلست مَعَهم فَقَالَ الْحَمد الَّذِي أسمعني هَذَا مِنْك فَإِنَّمَا كنت أَخَاف أَن تراوديني على أكله
ثمَّ جَاءَت بِهِ إِلَى الْملك فَقَالَت قد راودته وعزمت عَلَيْهِ فَأمره الْملك أَن يَأْكُل فَقَالَ مَا كنت لآكل شَيْئا حرمه الله على فَقتله وألحقه بإخوانه ثمَّ قَالَ لأمهم إِنِّي قد رثيت لَك مَا رَأَيْت الْيَوْم كلى لقْمَة وَاحِدَة وَأَنا أصنع بك مَا أَحْبَبْت وأفوض إِلَيْك مَا تعيشين بِهِ بَقِيَّة عمرك فَقَالَ أجمع ثكل أَوْلَادِي ومعصية الله ﵎ فَلَا أُبَالِي أَن أعيش بعدهمْ فَرَاوَدَهَا فَلم تجبه فَقَتلهَا
وَمن عُثْمَان ﵁ قَالَ انْطَلَقت مَعَ رَسُول الله ﷺ وَهُوَ آخذ بيَدي فسرنا بالبطحاء حَتَّى انتهينا إِلَى عمار وَأمه وَأَبِيهِ وهم يُعَذبُونَ
1 / 88