Advertencia y Respuesta a la Gente de Innovaciones y Sediciones

Abu al-Husayn al-Malati d. 377 AH
61

Advertencia y Respuesta a la Gente de Innovaciones y Sediciones

التنبيه والرد على أهل الأهواء والبدع

Investigador

محمد زاهد الكوثري

Editorial

المكتبة الأزهرية للتراث

Ubicación del editor

القاهرة

سمع كَلَام ربه بِأَرْض الْقُدس اشتاق إِلَى رُؤْيَته فَقَالَ ﴿رب أَرِنِي أنظر إِلَيْك﴾ فَقَالَ الله ﷿ ﴿لن تراني﴾ يَعْنِي فِي الدُّنْيَا فَأَما فِي الْجنَّة فَإِن مُوسَى وَغَيره يرونه فِي الْجنَّة معانية وَأما تَفْسِير قَوْله لمُحَمد ﷺ ﴿وَلَقَد رَآهُ نزلة أُخْرَى﴾ فَقَالَ رَآهُ فِي الْجنَّة لَيْلَة أسرى بِهِ تَصْدِيق ذَلِك قَوْله ﴿وَلَقَد رَآهُ نزلة أُخْرَى عِنْد سِدْرَة الْمُنْتَهى عِنْدهَا جنَّة المأوى﴾ فَذَلِك قَوْله ﴿مَا زاغ الْبَصَر وَمَا طَغى﴾ يَقُول مَا مَال بصر مُحَمَّد عَن رُؤْيَة ربه حِين رَآهُ نظر إِلَيْهِ فِي جنَّة المأوى وَمَا ظلم كَمَا قَالَ مُوسَى ﴿تبت إِلَيْك وَأَنا أول الْمُؤمنِينَ﴾ فقد كَانَ إِبْرَاهِيم ونوح وآدَم صلى الله عَلَيْهِم وَغَيرهم مُؤمنين قبل مُوسَى ﵇ وَلَكِن قَول مُوسَى ﴿وَأَنا أول الْمُؤمنِينَ﴾ يَعْنِي أَنا اول المصدقين بأنك لن ترى فِي الدُّنْيَا وكما قَالَ فِي سحرة فِرْعَوْن ﴿أَن كُنَّا أول الْمُؤمنِينَ﴾ يَعْنِي أول المصدقين من أهل مصر من بني إِسْرَائِيل بِمَا جَاءَ بِهِ مُوسَى ﵇ من التَّوْحِيد وكما قَالَ النَّبِي ﷺ ﴿وَأَنا أول الْمُسلمين﴾ يَعْنِي من أهل مَكَّة خَاصَّة وَقد كَانَ قبله مُسلمُونَ فِي الْأُمَم الخالية فَهَذَا تفسيرهما فِي المواطن وَأما قَوْله جلّ ثَنَاؤُهُ ﴿وَمَا كَانَ لبشر أَن يكلمهُ الله إِلَّا وَحيا أَو من وَرَاء حجاب أَو يُرْسل رَسُولا فَيُوحِي بِإِذْنِهِ مَا يَشَاء إِنَّه عَليّ حَكِيم﴾ وَقَالَ فِي آيَة أُخْرَى وَلَو ترى إِذْ وقفُوا على رَبهم قَالَ أَلَيْسَ هَذَا بِالْحَقِّ

1 / 61