التفسير الوسيط - مجمع البحوث
التفسير الوسيط - مجمع البحوث
Editorial
الهيئة العامة لشئون المطابع الأميرية
Número de edición
الأولى
Año de publicación
(١٣٩٣ هـ = ١٩٧٣ م) - (١٤١٤ هـ = ١٩٩٣ م)
Géneros
١٠ - ﴿في قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ الله مَرَضًا ...﴾: الآية.
المرض في الأصل: خرو البدن عن اعتدال مزاجه وصحة أعضائه، فيتعرض البدن للآلام.
ويطلق مجازا على شك القلوب رارتيابها. فمرض القلوب هنا، مراد به نرددها في العقيدة، وعدم وصولها إلى الحق، مع قيام الأدلة عليه، فلما عموا عن النور، زادهم الله مرضا. فالنفاقُ عرض ظاهرى لمرض قلبى هو: الشك والجبن.
والمراد من زيادة المرض: نمو حال النفاق عندهم. ذلك ان المنافق يبتدىءُ فيكذب على الناس ويرائيهم، فإن استمر على ذلك، صار النفاق من أحواله الملازمة، على حد قوله تعالى: ﴿... مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ (١) ...﴾.
﴿وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ﴾:
أي ولهم عقاب مؤْلم في الدنيا، بسبب ما يجره عليهم النفاق من مهانة واحتقار، وعذاب شديد عند الله في الآخرة. بكذبهم على الله والناس بقولهم: ﴿آمَنَّا﴾.
وقد يقال: إذا كان المنافقون أشد خبثا من الكفار، فلم لم يستحل النبي قتلهم؟
والجواب: انهم لما اظهرو االاسلام، عاملتهم الشريعة بهذا الظاهر، والله يتولى السرائر.
﴿وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ (١١) أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ (١٢)﴾.
التفسير
١١ - ﴿وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ (١١)﴾
قِى الآية بيان لعناد المنافقين، وإصرارهم على الفساد، كلما وجه إليهم الإرشاد من أيَ
ناصح، ولهذا بق القول للمجهول، فقبل: ﴿وإذا قِيلَ لَهُمْ لاتُفْسِدُوا في الْأرْضِ﴾. وإفسادهم
(١) التوبة - من الآية: ١٠١
1 / 38