94

Iluminación en la religión y distinción del grupo salvador de los grupos perdidos

التبصير في الدين وتمييز الفرقة الناجية عن الفرق الهالكين

Editor

كمال يوسف الحوت

Editorial

عالم الكتب

Número de edición

الأولى

Año de publicación

1403 AH

Ubicación del editor

لبنان

نَفسه الإنقياد للعبودية وَإِنَّمَا يطْلب دَرَجَة الْمُسَاوَاة مَعَه ونعوذ بِاللَّه من قَول يُؤَدِّي إِلَى ذَلِك
وَمن بدعهم فِي بَاب النُّبُوَّة والرسالة قَوْلهم إِن النُّبُوَّة والرسالة عرضان حالان فِي الرَّسُول وَالنَّبِيّ والنبوة لَيست هِيَ المعجزة وَلَا الْوَحْي وَلَا الْعِصْمَة ويزعمون أَن من حصل فِيهِ ذَلِك الْمَعْنى وَجب على الله تَعَالَى أَن يُرْسِلهُ إِلَى الْخلق رَسُولا بذلك الْمَعْنى فَإِذا أرْسلهُ يكون مُرْسلا وَلم يكن قبله مُرْسلا وَلِهَذَا الْمَعْنى يَقُولُونَ أَن النَّبِي ﷺ فِي الْقَبْر رَسُول وَلَيْسَ بمرسل وَالَّذِي عَلَيْهِ أهل السّنة أَنه فِي الْقَبْر رَسُول ومرسل على معنى أَن الله تَعَالَى أرْسلهُ وَأَنه أدّى رسَالَته وَهَذَا الإسم مُسْتَحقّ لَهُ وَإِن كَانَ قد فرغ من ذَلِك الْفِعْل كَمَا أَن الْمُؤمن فِي قَبره مُؤمن على معنى أَن هَذَا الإسم مُسْتَحقّ لَهُ فِيمَا تقدم من فعله وَكَذَلِكَ فِي الْعرف وَالْعَادَة يُطلق إسم مَا فعله الْإِنْسَان من قَبِيح وَإِن كَانَ قد فرغ من فعله كَمَا يُسمى حَاجا وغازيا أَو سَارِقا أَو زَانيا وَإِن كَانَ قد فرغ من فعله وَكَذَلِكَ إسم الْحَرْف كالخياط والنجار والصفار وَإِن كَانَ فَارغًا من فعله وَلَا عَاقل يستجيز أَن يَقُول إِن الْمُسَمّى بالرسول مشتغل بأَدَاء رسَالَته فِي قَبره كَمَا أَن الْمُسَمّى لهَذِهِ الْأَسْمَاء الَّتِي عددناها لَا يكون مشتغلا بِفِعْلِهِ الَّذِي سمي بِهِ وَلكنه يكون مُسْتَحقّا لوصفه بِمَا سبق مِنْهُ من فعله وَاعْلَم بِأَن هَذَا الَّذِي قَالُوهُ فِي وصف الرَّسُول من ان هَذَا الْمَعْنى فِيهِ عِنْدهم عرض خلق فِيهِ قبل أَن أوحى إِلَيْهِ لَيْسَ بكسب وَلَا لَهُ فِيهِ كسب وَمَا لَا يتَعَلَّق بِكَسْبِهِ لَا يكون لَهُ عَلَيْهِ أجر بِحَال كخلقه وخلقه ولونه وَكَونه
وَمن بدعهم فِي بَاب الْإِمَامَة أَن عليا وَمُعَاوِيَة كَانَا إمامين محقين فِي وَقت وَاحِد وَكَانَ وَاجِبا على أَتبَاع كل وَاحِد مِنْهُمَا طَاعَة أميره وَلَو كَانَ كَمَا قَالُوا لوَجَبَ أَن يكون كل وَاحِد مِنْهُمَا ظَالِما فِي مقاتلة صَاحبه لِأَن من زاحم إِمَامًا عادلا محقا كَانَ مُبْطلًا ظَالِما
وَمن بدعهم فِي بَاب الْإِيمَان قَوْلهم إِن الْإِيمَان قَول مُجَرّد لَا هَذَا القَوْل الَّذِي يَقُوله الْقَائِل الْآن أَنه لَا إِلَه إِلَّا الله وَلَكِن هَذَا القَوْل الَّذِي صدر عَن ذُرِّيَّة آدم فِي

1 / 115