Al-Sunnah wa Makanatuha fi al-Tashree' by Abdul-Halim Mahmood
السنة ومكانتها من التشريع لعبد الحليم محمود
Géneros
وجد بعد، وكانت بذلك مكارم الأخلاق ناقصة، كان ينقصها أكمل صفة لمكارم الأخلاق وهي إسلام الوجه لله إسلامًا تامًا. إنَّ الكائنات لم تكن قد وصلت - لا في نبي مرسل، ولا في ملك مقرب - إلى الذروة من إسلام الوجه لله، والذروة من إسلام الوجه لله، أو أول المسلمين - والتعبيران سواء - إنما هو الذروة من مكارم الأخلاق.
إنه الكائن الرباني: إنه أول المسلمين، أولهم بإطلاق، أولهم بالنسبة للملائكة، وأولهم بالنسبة لبني آدم، أولهم قديمًا، وأولهم إلى الأبد .. إنَّ أول المسلمين لم يكن قد وجد بعد.
وكانت الإنسانية بذلك ناقصة، وكانت الكائنات كلها بذلك ناقصة.
كان الكون ناقصًا مادة ومعنى، كان ينقصه أنْ تتعطَّر أرضه بأزكى الأجساد، وأنْ يتعطَّرَ جوه بأزكى الأرواح، وكان لا بد من وجود كائن بهذه المثابة يكمل الله به الدين، ويتمُّ به النعمة، ويرضى رسالته دينًا عامًا خالدًا للإنسانية جمعاء: هو إسلام الوجه لله.
وينزل القرآن مُحدِّدًا إسلام الوجه لله وسائل، ومُحدِّدًا إسلام الوجه لله غايات، مُحدِّدًا إسلام الوجه طرقًا وأساليب، ومُحدِّدًا له بواعث وأهدافًا. ومن هنا كان من يبتغي غير الإسلام دينًا لا يقبل منه. يقول الله تعالى:
1 / 16