201

Sunna Antes de la Documentación

السنة قبل التدوين

Editorial

دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع

Edición

الثالثة

Año de publicación

1400 AH

Ubicación del editor

بيروت

وإنا لا نتصور قط أن يوافق الحسن أو الحسين أو محمد بن الحنفية أو جعفر الصادق أو زيد بن علي وغيرهم من أهل البيت على الكذب على رسول الله جدهم وهم على جانب عظيم من الورع والتقى والصفاء، وإن أهل البيت لأرفع بكثير من أن يكذبوا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لهذا أحببت أن أبين من أول هذا البحث أن أهل البيت براء من هذا كله، وإنما حمل إثم الوضع باسمهم من لف حولهم من شيعتهم، وكثر الوضع، وأساؤوا إلى إمامهم علي - رضي الله عنه - أكثر مما أحسنوا إليه بذلك، قال أبو الفرج بن الجوزي: «فضائل علي الصحيحة كثيرة، غير أن الرافضة لا تقنع، فوضعت له ما يضع، لا ما يرفع» (1).

وقد كثر الوضع منهم حتى أساءوا إلى سمعة العراق، وأصبح أهل المدينة يتوقون حديثهم، «وصار الأمر يشتبه على من لا يميز بين هذا وهذا، بمنزلة الرجل الغريب إذا دخل إلى بلد نصف أهله كذابون خوانون، فإنه يحترس منهم حتى يعرف الصدوق الثقة» (2)، وقال أحد أصحاب علي - رضي الله عنه -: «قاتلهم الله، أي علم أفسدوا؟» (3)، وقال عامر الشعبي: «ما كذب على أحد في هذه الأمة كما كذب على علي رضي الله عنه» (4)، ويقول ابن تيمية: «وكذب الرافضة مما يضرب به المثل» (5)، وقال ابن المبارك: «الدين لأهل الحديث، والكلام والحيل لأهل الرأي، والكذب للرافضة» (6)، و «سئل

Página 196