162

Sunna Antes de la Documentación

السنة قبل التدوين

Editorial

دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع

Número de edición

الثالثة

Año de publicación

1400 AH

Ubicación del editor

بيروت

، فإن بلغه عنه خيرا أدناه وحدثه، فقيل له: يا أبا الصلت، لم تفعل هذا؟ قال: أكره أن يكون العلم عندهم، فيصيروا أئمة يحتاج إليهم، فيبدلوا كيف شاءوا» (1).

قد يظن أن في تشدد زائدة منعا للعلم ونشره، وأن طريقته هذه تتنافى مع رسالة المعلمين المرشدين الهادين، والحقيقة أن منهجه هذا كان من وسائل المحافظة على السنة، كما كان حائلا دون أهل البدع والأهواء من أن يستغلوا الحديث الشريف، أو يحرفوه تبعا لأهوائهم.

3 -

طلب الحديث بعد القرآن الكريم:

-----------------------------------

من البدهي أن يهتم المسلمون بكتاب الله تعالى وحفظه ودراسته وتلاوته، وفهمه وتفسيره. وقد أجمع المحدثون على أنه لا ينبغي أن يطلب المرء الحديث إلا بعد قراءته القرآن وحفظه كله أو أكثره، ثم يبدأ سماع الحديث وكتابته عن الشيوخ، وكان كثير من المحدثين لا يقبلون الطلاب في حلقاتهم إلا إذا وثقوا من دراستهم القرآن الكريم وحفظ بعضه على الأقل، وفي هذا قال حفص بن غياث: «أتيت الأعمش فقلت: " حدثني "، قال: " أتحفظ القرآن؟ " قلت: " لا "، قال: " اذهب فاحفظ القرآن، ثم هلم أحدثك " قال: " فذهبت فحفظت القرآن، ثم جئته فاستقرأني، فقرأته، فحدثني "» (2).

4 -

عدم تتبع المنكر من الحديث:

---------------------------------

خشي الصحابة والتابعون من بث بعض الأحاديث الواهية والضعيفة،

Página 155