السيرة الحلبية إنسان العيون في سيرة الأمين المامون

Ibn Burhan Din Halabi d. 1044 AH
27

السيرة الحلبية إنسان العيون في سيرة الأمين المامون

السيرة الحلبية إنسان العيون في سيرة الأمين المامون

Editorial

دار الكتب العلمية

Número de edición

الثانية

Año de publicación

1427 AH

Ubicación del editor

بيروت

ولده يعقوب إلى الكنعانيين في حياة إبراهيم، فكانوا أنبياء على عهد إبراهيم ﵊. وذكر بعضهم أن من العماليق فرعون موسى ﵊، ومنهم الريان بن الوليد فرعون يوسف ﵊. وكان إسمعيل بكر أبيه جاء له وقد بلغ أبوه من العمر سبعين سنة، وقيل ستا وثمانين سنة. ولد بين الرملة وإيليا، وكان بيد عدنان وإسمعيل أربعون أبا. وقيل سبعة وثلاثون. وفي النهر لأبي حيان ﵀ أن إبراهيم هو الجد الحادي والثلاثون لنبينا ﷺ، هذا كلامه. ولا يخفى أن إسمعيل أول من تسمى بهذا الاسم من بني آدم، ومعناه بالعبرانية مطيع الله. وأول من تكلم بالعربية أي البينة الفصيحة، وإلا فقد تعلم أصل العربية من جرهم، ثم ألهمه الله العربية الفصيحة البينة فنطق بها. وفي الحديث «أول من فتق لسانه بالعربية البينة إسمعيل وهو ابن أربع عشرة سنة» . وفي كلام بعضهم: «لما خرج إبراهيم بهاجر وولدها إسمعيل إلى مكة على البراق واحتمل معه قربة ماء ومزودا فيه تمر، فلما أنزلهما بها وولى راجعا تبعته هاجر وهي تقول: الله أمرك أن تدعني وهذا الصبي في هذا المحل الموحش الذي ليس به أنيس؟ قال نعم، فقالت: إذن لا يضيعنا، ولا زالت تأكل من التمر وتشرب من الماء إلى أن نفد الماء» الحديث. وكان إنزاله لهما بموضع الحجر، وذلك لمضي مائة سنة من عمر إبراهيم. وكون إسمعيل أول من تكلم بالعربية البينة لا ينافي ما قيل: أول من تكلم بالعربية يعرب بن قحطان، وقحطان أول من قيل له: أبيت اللعن. وأول من قيل له: أنعم صباحا. ويعرب هذا قيل له أيمن، لأن هودا نبي الله ﵊ قال له أنت أيمن ولدي، وسمي اليمن يمنا بنزوله فيه. وهو أول من قال القريض والرجز، وقيل سمي اليمن يمنا لأنه على يمين الكعبة. وقيل إن أول من كتب الكتاب العربي إسمعيل والصحيح أن أول من كتب ذلك نزار بن معد كما تقدم، وكذا كون إسمعيل أول من تكلم بالعربية البينة لا ينافي ما قيل: أول من تكلم بالعربية آدم في الجنة فلما أهبط إلى الأرض تكلم بالسريانية. قيل وسميت سريانية، لأن الله تعالى علمها آدم سرا من الملائكة وأنطفه بها. وقيل إن أول من كتب الكتاب العربي والفارسي والسرياني والعبراني وغيرها من بقية الاثنى عشر كتابا، وهي الحميري، واليوناني، والرومي، والقبطي والبربري،

1 / 29