السيرة النبوية

Ibn Hisam d. 213 AH
48

السيرة النبوية

السيرة النبوية

(1)

أبنى يضرب وجهه # ويلح بخديه السعير

أبنى قد جربتها # فوجدت ظالمها يبور[1]

الله أمنها وما # بنيت بعرصتها قصور

والله أمن طيرها # والعصم[2] تأمن في ثبير[3]

ولقد غزاها تبع # فكسا بنيتها الحبير[4]

وأذل ربى ملكه # فيها فأوفى بالنذور

يمشى إليها حافيا # بفنائها ألفا بعير

ويظل يطعم أهلها # لحم المهارى[5] والجزور

يسقيهم العسل المصفى # والرحيض[6] من الشعير

والفيل أهلك جيشه # يرمون فيها بالصخور

والملك في أقصى البلاد # وفي الأعاجم والخزير[7]

فاسمع إذا حدثت وافهم # كيف عاقبة الأمور

قال ابن هشام: يوقف على قوافيها لا تعرب[8].

(دعوة تبان قومه إلى النصرانية، وتحكيمهم النار بينهم وبينه) .

ثم خرج منها متوجها إلى اليمن بمن معه من جنوده وبالحبرين، حتى إذا دخل [ (1) ]يبور: يهلك.

[ (2) ]العصم: الوعول، لأنها تعتصم بالجبال.

[ (3) ]ثبير: جبل بمكة.

[ (4) ]بنيتها: يعنى الكعبة. والحبير: ضرب من ثياب اليمن موشى.

[ (5) ]المهارى: الإبل العراب النجيبة.

[ (6) ]الرحيض: المنقى، والمصفى.

[ (7) ]كذا في شرح السيرة. والخزير: أمة من العجم، ويقال لها الخزر أيضا. وفي أ: «الجزير» قال أبو ذر: «ويحتمل أن يكون جمع جزيرة ببلاد العرب» . وفي م، ر: «الخذير» ولا معنى لها.

[ (8) ]كذا في أكثر الأصول. وفي أ: «قال ابن هشام: وهذا الشعر مقيد، والمقيد: الذي لا يرفع ولا ينصب ولا يخفض» .

Página 26