بجوار مسجد الخشب (^١)، ويتكلّم في ديوان الإنشاء بالمدينة، وكتب إجازة لوالده نثرًا وفيها نظم، فسمع "عبد الباسط" من نظمه ونثره كثيرًا، من سنة ٨٦١ - ٨٦٥ هـ، وكان جارًا لهم بطرابلس، وقد اجتاز أخوه الأكبر منه "أبو الفضل محمد بن خليل" ببابه مرة فكتب على حائط داره شيئًا، فلما رأى الكتابة كتب تحتها:
لَعَمْري لقد أبدى ذكاءً وفطنةً … بحُسنٍ وإحسانٍ ووجهٍ جميل
فلا عَجَبًا أن يُشبه الليث شِبلُهُ … فكيف ومن نجْل الأمير "خليل" (^٢)
وفي أثناء إقامته بطرابلس مع أبيه دخلها المحدّث، التاجر، أبو إسحاق، إبراهيم بن عبد الوهاب بن عبد السلام بن عبد القادر البغدادي، القاهري، الحنبلي، وأقرأ فيها، فسمعه بها (^٣).
وسمع شيئًا من "الصحيحين" وغيرهما على قاضي طرابلس "أبي بكر بن محمد بن محمد بن أيوب البعلبكي، الطرابلسي الحنبلي" (^٤).
وسمع الأديب "تغري بردي بن الطرابلسي الحنفي"، وكان يكتب لوالده وهو مقيم بطرابلس عدّة كتابات، ويمدحه من شعره في سنة ٨٦٤ هـ. فجعل في أوائل كل بيت حرفًا من حروف اسمه "تغري بردي" منه:
تعطّفْ واغتنم يا حُبّ أجري … فلي دمعٌ من الأنواء أجْرَى
غرقتُ به فجُد لي حان صبري … وعاد الحلو بعد الهجر صبرا
يذوب ويضمحلّ الان (…) ولي دمع من الأنواء أثْرى
بفضلك يا عليل الفضل اقري … سلامك لي ونظمي الآن اقرا