والشرف يونس الروميّ (^١) نزيل الشيخونية في المنطق، والحكمة، والكلام، بل المحيوي الكافياجيّ (^٢) حتى أخذ عنه كثيرًا، وحضر دروسه في علوم جمّة، وكُتب جليلة، وحمل عنه أيضًا كثيرًا من رسائله. وأجاز له الشُمُنّي (^٣)، وابن الدَيري (^٤)، وآخرون.
ودخل المغرب فأخذ دروسًا في النحو، والكلام، والطبّ، بل أتقنه بخصوصه مع جماعة، وممن لقيه هناك: أبو عبد الله محمّد الزلدوي (^٥) أحد الآخذين عن ابن عَرَفَة. وبرع في كثيرٍ من الفنون، وشارك في الفضائل، وألّف، ونظم، ونثر، وأقبل على التاريخ، واستمدّ فيه منّي كثيرًا، وتردّد إليّ له ولغيره من الدروس. وهو إنسان ساكن، أصيل، مُنجمع عن الناس، متودّد، سمعت من نظمه وفوائده، بل امتدحني بما كتبه لي بخطّه " (^٦).