51

Fiqh Rules According to Imam Ibn Hazm Through His Book Al-Muhalla

القواعد الفقهية عند الإمام ابن حزم من خلال كتابه المحلى

Editorial

المملكة العربية السعودية وزارة التعليم العالي جامعة أم القرى كلية الشريعة والدراسة الإسلامية الدراسات العليا الشرعية شعبة الفقه

Año de publicación

1427 AH

Ubicación del editor

مكة المكرمة

- الاعتماد الجزئي على سدِّ الذرائع :

يرفض ابن حزم الاجتهاد في الدين عن طريق الذرائع؛ لأنه من قبيل العمل بالرأي، وضرب من ضروب القول في الدين بمجرّد الهوى والتشهي.

قال ابن حزم: " فكلّ من حكم بتهمة أو باحتياط لم يستيقن أمره أو بشيء خوف ذريعة إلى ما لم يكن بعد، فقد حكم بالظنّ، وإذا حكم بالظنّ فقد حكم بالكذب والباطل، وهذا لا يحل وهو حكم بالهوى ... ".

غير أن ابن حزم مع هذا الرفض الصريح للعمل بسدّ الذرائع، إلاّ أنه يعمل بهذا المبدأ فيُحرِّم الفعل إذا تيقن فاعله أن فعله ذلك سيوقعه في الحرام. بمعنى أنه لا يرفض سدّ الذرائع إذا كان أداء الوسيلة إلى المفسدة قطعياً ويقينياً، أمّا إذا كان أداء الوسيلة إلى المفسدة ظنياً فلا يأخذ بها.

- قلّة الاعتماد على قول الصحابي :

يعتبر الإمام ابن حزم الأخذ بقول الصحابي والاحتجاج به من غير نصٍّ تقليداً غير جائز في دِيْن الله، فهو لا يعمل به في غالب الأحيان؛ إذ إن الصحابي عنده ليس إلاّ بشراً من البشر.

(١) الذريعة في اللغة: الوسيلة، والجمع ذرائع.

ينظر: الصحاح ٩٣٩/٢، المصباح المنير، ص ١١٠، القاموس المحيط، ص ٧١٧.

والمراد بسدّ الذرائع عند الأصوليين: الفعل الذي ظاهره الإباحة ويُتوصل به أو يمكن أن يتوصل به إلى الحرام.

ينظر: الإحكام، ابن حزم ٢/ ١٨٠، شرح تنقيح الفصول، القرافي، ص ٤٤٨، الموافقات في أصول الشريعة، الشاطبي ١٨٣/٥، البحر المحيط ٨٢/٦، التحبير شرح التحرير ٣٨٣١/٨.

(٢) ينظر: الإحكام، ابن حزم ٢/ ١٨٠، فما بعدها.

(٣) الإحكام في أصول الأحكام ٢/ ١٩١.

(٤) ينظر: الإحكام، ابن حزم ٢ / ١٨١.

(٥) ينظر رأي ابن حزم في قول الصحابي، وإيراده لأدلة المخالفين له والرد عليها في: الإحكام، ابن حزم ٢/ ٢٤٤ فما بعدها، النبذ في أصول الفقه الظاهري، ص١١٦، المحلى ١/ ١٥٣، ١٩٩/٥.

51