207

Fiqh Theories

النظريات الفقهية

Editorial

دار القلم والدار الشامية

Edición

الأولى

Año de publicación

1414 AH

Ubicación del editor

بيروت

المبحث الرابع

في مؤلفات القواعد الكلية

بدأت صياغة القواعد الفقهية في عصر متقدم، وذلك منذ القرن الثاني الهجري، ولكنها لم تفرد في التأليف والتصنيف والتدوين بشكل مستقل إلا بعد ذلك بقرنين تقريباً، وكانت المذاهب الفقهية قد نضجت وتبلورت، فأخذ تأليف القواعد طابع المذاهب الفقهية، واتجه علماء كل مذهب لكتابة القواعد في مذهبه، ولكن كانت صياغة القواعد غالباً عامة وواحدة ومشتركة بين المذاهب، وتختلف الفروع التي تدخل تحتها، وأول من بدأ في تدوين القواعد - فيما وصلنا - أبو طاهر الدباس إمام الحنفية فيما وراء النهر، وردًّ قواعد مذهب أبي حنيفة إلى سبع عشرة قاعدة، وسافر العلماء إليه لأخذها عنه، ولما بلغ ذلك القاضي حسين من الشافعية رد جميع مذهب الشافعي إلى أربع قواعد(١)، ثم استمر التصنيف والإِضافة والزيادة عليها، وانتقل إلى بقية المذاهب، وظهرت كتب القواعد بعدة أسماء مثل: كتب الأشباه والنظائر، وكتب الفروق، وكتب القواعد.

أولاً - كتب القواعد الكلية في المذهب الحنفي:

أول من بدأ التصنيف في القواعد - فيما نعلم - أبو طاهر الدباس الذي جمع سبع عشرة قاعدة في الفقه الحنفي، وصار يكررها كل ليلة في مسجده، ويعيدها ويصقلها.

(١) الأشباه والنظائر، السيوطي ص ٧، الأشباه والنظائر، ابن نجيم ص ١٥، المدخل، شلبي ص ٢٣٣، المدخل الفقهي العام ٩٤٥/٢.

207