يحفظون الأخبار والسُنن حقاً ولا يجتهدون إلا في النازلة إذا نزلت فإذا أورد عليهم أصحاب الرأي سؤالاً أو إشكالاً وقفوا عند حدود النصوص.

أما الآخرون فكانوا أصحاب النظر والجدل والحق أنهم ليسوا كأصحاب الحديث معرفة بالآثار والسُّنن.

وقد آل علم كل من المدرستين إلى الإمام الشافعي رضي الله عنه لذلك كان يعرف ما لم تعرفه المدرستان من أدلة الشرع من الكتاب والسُّنة وكان أعلم منهم بلغة الكتاب وأبصر بالمعاني وأقوى جدلاً فمثالاً على ذلك أن الحنفية كما قلنا اشتهروا بالقياس فأيد ذلك الإمام الشافعي إلا أنه وضع له ضوابطه وموازينه حتى فاق الحنفية في تحريره وإثباته لذلك كان منهاج الشافعي رحمه الله لازماً لفقه أبي حنيفة نفسه وطريقته في العمل بالرأي أو القياس وكان لازماً لفقه الإمام مالك وهو كيف يعمل بالنصوص من الكتاب والسُنن وفي هذه الفترة قعد الإمام الشافعي قواعده الأولى ودوّن آراءه بخط يده وكون مذهبه الأول.