148

المختصر من أخبار فاطمة بنت سيد البشر صلى الله عليه وآله وسلم

المختصر من أخبار فاطمة بنت سيد البشر صلى الله عليه وآله وسلم

Editorial

دار الآل والصحب الوقفية

Número de edición

الأولى

Año de publicación

١٤٤٢ هـ

Géneros

علاقة فاطمة ﵂ بالشيخين الخليفتين الراشدين ﵄ -:
كان الشيخان أبو بكر وعُمَر، والصحابةُ كلُّهم ﵃، والمسلمون أهلُ السنة والجماعة يُحبُّون آلَ بَيتِ النَّبيِّ ﷺ مَحبةً شَرعِيَّة، ويَعرفون لهم حُقُوقَهم، وكان بين الصحابةِ وآلِ البيت أُلْفَةٌ وحَميمِيَّةٌ ومُصَاهَرةٌ، لَمْ يُنكِرها إلا مُكَابرٌ مُعَانِدٌ.
كان الشيخان الخليفتان الراشدان البارَّان: أبو بكر، وعمر ﵄ يعتنيان بفاطمة وأولادها ﵃ غايةَ العناية، وقد طلبت فاطمة من أبي بكر أمرين: ميراثها، وأن يتولى زوجُها صدقاتِ النَّبيِّ ﷺ، فأخبرها أبو بكر بالشرع الوارد، وأنَّ النبيَّ ﷺ لا يُورَث، وأما الصدقات فإنه يتولاها خليفةُ الرسول، ويعمل فيها كما كان يعمل فيها الرسولُ ﷺ، وخيرًَا فعَلَ ﵁.
لم يَحصُلْ لفاطمة ﵂ ما طلَبَتْهُ، وعتَبَتْ على أبي بكر، فهجَرتْهُ حتى ماتَتْ، كما ذكرَتْ ذلك عائشةُ ﵂ وهي بهذا أعلم، وحديثُها في «الصحيحين»، لم يُنكر أحَدٌ من الأئمةِ صِحةَ ما ورَدَ فيه، إلا بعضُ المعاصرين الذين طعَنوا في عدد من الجُمَل الواردة فيه، ومنها: هَجْرُ فاطمة أبا بكر ﵄، ولم يكن معهم حُجَّة فيما ذهبوا إليه من القدح في الحديث.

1 / 158