al-Muḥarrir fī ʿUlūm al-Qurʾān
المحرر في علوم القرآن
Editorial
مركز الدراسات والمعلومات القرآنية بمعهد الإمام الشاطبي
Número de edición
الثانية
Año de publicación
١٤٢٩ هـ - ٢٠٠٨ م
Géneros
المبحث الأول
تسمية المصحف
سبق التنبيه على أنَّ في القرآن إشارات إلى أنه سيكون مكتوبًا في صُحفٍ، ومن ذلك الآيات التي وردت باسم الكتاب، مثل قوله تعالى: ﴿ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدَىً لِلْمُتَّقِينَ﴾ [البقرة: ٢]، وأما ما ورد بلفظ الصحف ففي مثل قوله تعالى: ﴿كَلاَّ إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ *فَمَنْ شَاءَ ذَكَرَهُ *فِي صُحُفٍ مُكَرَّمَةٍ﴾ [عبس: ١١ - ١٣]، وذلك على أن المراد بها صحف الكَتَبَة من الصحابة ﵃ (١)، وقوله تعالى: ﴿رَسُولٌ مِنَ اللَّهِ يَتْلُو صُحُفًا مُطَهَّرَةً *فِيهَا كُتُبٌ قَيِّمَةٌ﴾ [البينة: ٢، ٣].
بل كانت بعض كتب الله السابقة مما أطلِق عليها هذا الاسم بدلالة قوله تعالى: ﴿وَقَالُوا لَوْلاَ يَاتِينَا بِآيَةٍ مِنْ رَبِّهِ أَوَلَمْ تَاتِهِمْ بَيِّنَةُ مَا فِي الصُّحُفِ الأُولَى﴾ [طه: ١٣٣]، وقوله تعالى: ﴿أَمْ لَمْ يُنَبَّا بِمَا فِي صُحُفِ مُوسَى *وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى﴾ [النجم: ٣٦، ٣٧]، وقوله تعالى: ﴿إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الأُولَى *صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى﴾ [الأعلى: ١٨، ١٩].
وهذه الآيات فيها الإشارة الواضحة إلى تسمية المصحف، نِسبةً إلى الصُّحف التي يُكتب فيها كلام الله، ومنها القرآن الكريم الذي نزل على محمد ﷺ.
(١) وقع خلاف بين المفسرين في المراد بالسفرة هل هم الملائكة أو كتبة الوحي من الصحابة؟، ويُبنى عليه الاختلاف في الصحف، هل هي التي بيد الملائكة، أو هي صحف الكتبة من الصحابة؟ ينظر في هذا: الاختلاف كتب التفسير؛ كتفسير الطبري وابن كثير.
1 / 219