al-Muḥarrir fī ʿUlūm al-Qurʾān
المحرر في علوم القرآن
Editorial
مركز الدراسات والمعلومات القرآنية بمعهد الإمام الشاطبي
Número de edición
الثانية
Año de publicación
١٤٢٩ هـ - ٢٠٠٨ م
Géneros
٣ - أنه قد يوجد من المكتوب ما تُركت تلاوته في العرضة الأخيرة.
وهذا الذي تُرِكت تلاوته في العرضة الأخيرة سيظهر لزيد والصحابة ﵃ فيما بعد عند جمع أبي بكر ﵁.
• المرحلة الثانية *
في عهد أبي بكر ﵁
لقد أبان حديث زيد بن ثابت ﵁ عن أغلب ما يتعلق بجمع القرآن في عهد أبي بكر الصديق ﵁، فقد أورده الأئمة بأسانيدهم عن زيد بن ثابت ﵁ (١)، ويمكن تلخيص ما جاء في حديثه على النحو الآتي:
= فما دامت الكتابة ثابتة، وكان الرسول ﷺ حريصًا عليها كما في الخبر عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ قَالَ: «لاَ تَكْتُبُوا عَنِّي وَمَنْ كَتَبَ عَنِّي غَيْرَ الْقُرْآنِ فَلْيَمْحُهُ»، فكونها تكون على ما أراده الله - كما هو بين أيدينا اليوم - أولى.
كما أن البخاري روى بسنده عن عبد العزيز بن رفيع قال: دخلت أنا وشداد بن معقل على ابن عباس ﵄، فقال شداد بن معقل: أترك النبي ﷺ من شيء؟
قال: ما ترك إلا ما بين الدفتين.
قال: ودخلنا على محمد ابن الحنفية، فسألناه، فقال: «ما ترك إلا ما بين الدفتين» صحيح البخاري برقم (٥٠١٩). وفي هذا إشارة إلى أن ما بين الدفتين كان هو المعمول به لما مات الرسول ﷺ، وهو الذي علمه من كتب المصحف وجمعه، فلم يجمع ما سواه، والله أعلم.
(١) ممن روى ذلك البخاري، فيما أسنده عن الزهري قال: أخبرني ابن السباق أن زيد بن ثابت الأنصاري ﵁ وكان ممن يكتب الوحي - قال: «أرسل إليَّ أبو بكر مقتل أهل اليمامة وعنده عمر، فقال أبو بكر: إن عمر أتاني فقال: إن القتل قد استحرَّ يوم اليمامة بالناس، وإني أخشى أن يَستحِرَّ القتلُ بالقراء في المواطن، فيذهب كثير من القرآن إلا أن تجمعوه، وإني لأرى أن تجمع القرآن.
قال أبو بكر: قلت لعمر: كيف أفعل شيئًا لم يفعله رسول الله ﷺ؟
فقال عمر: هو والله خير، فلم يزل عمر يراجعني فيه حتى شرح الله لذلك صدري، ورأيت الذي رأى عمر.
قال زيد بن ثابت: وعمر عنده جالس لا يتكلم، فقال أبو بكر: إنك رجل شاب عاقل، ولا نتهمك، كنت تكتب الوحي لرسول الله ﷺ، فَتَتَبَّع القرآن فاجمعه. فوالله لو كلَّفني نقل جبل من الجبال ما كان أثقل علي مما أمرني به من جمع القرآن. قلت: =
1 / 153