بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
مقدمة التحقيق
الحمد للَّه، والصلاة والسلام على رسول اللَّه، وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد؛ فإن اللَّه ﷿ أراد بهذه الأمة خيرا، حين قَيَّض لها أئمة هداة صالحين، جعلوا نُصْبَ أعينهم قولَ المصطفى ﷺ: "مَنْ يُرِدِ اللهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّين" (١). وقد لقى الفقه الإِسلامى من عناية هؤلاء النَّفر من العلماء وحرصهم ودأبهم وإخلاصهم، ما يسَّر اللَّه به لكل ذى حاجة طلبها، ولكل ذى مسألة جوابها، وكان مما برع فيه فقهاء الإِسلام تأليف المتون، في كل مذهب من المذاهب، تيسيرا على شادى العلم، وتقييدا له، بحفظه وضمِّ الصدور عليه، وإحكاما لمسائله. وكان أبو القاسم عمر بن الحسين بن عبد اللَّه الخِرَقِىُّ (٢)، المتوفى سنة ٣٣٤ هـ،