المفيد في مهمات التوحيد
المفيد في مهمات التوحيد
Editorial
دار الاعلام
Número de edición
الأولى ١٤٢٢هـ
Año de publicación
١٤٢٣هـ
Géneros
من مظاهر وسطية العقيدة الإسلامية:
لا يستطيع الإنسان أن يتحدث في صفحات محدودة، بل ولا مجلدات عن مظاهر وسطية العقيدة الإسلامية؛ لأن ذلك أكثر من أن يحصر؛ فالأمة الإسلامية هي خير أمة أخرجت للناس، ورسولها ﷺ أفضل رسول، وكتابها القرآن الكريم أفضل الكتب، وآخرها، والمهيمن عليها. فهي خيار في خيار.
ولي وقفتان، أتحدث من خلالهما عن مظاهر وسطية عقيدة هذه الأمة الوسط.
الوقفة الأولى: وسطية أمة الإسلام بين الأمم الأخرى:
بدت وسطية أمة الإسلام بين الأمم الأخرى في الأمور التالية:
١- في توحيد الله ﷿، وصفاته: فهي وسط بين اليهود والنصارى؛ بين اليهود الذين وصفوا الرب ﷾ بصفات النقص التي يختص بها المخلوق، وشبهوه به؛ فقالوا: إنه بخيل، وفقير، وأنه يتعب فيستريح، وأنه يتمثل في صورة البشر، وغير ذلك١.
وبين النصارى الذين وصفوا المخلوق بصفات الخالق ﷿؛ فشبهوه به، وقالوا: إن الله هو المسيح ابن مريم، وإن المسيح ابن الله، وإنه يخلق، ويرزق، ويغفر، ويرحم، ويثيب، ويعاقب، إلخ٢.
وبينهما ظهرت وسطية المسلمين الذين وحدوا الله ﷿، فوصفوه بصفات الكمال، ونزهوه عن جميع صفات النقص، وعن مماثلته لشيء من المخلوقات في شيء من الصفات، وقالوا: إن الله ليس كمثله شيء في ذاته، ولا في صفاته، ولا في أفعاله٣.
_________
١ انظر تفصيل ذلك في كتاب: وسطية أهل السنة للدكتور محمد باكريم ص٢٣٨، ٢٤٤-٢٤٩.
٢ انظر المرجع نفسه ص٢٣٨، ٢٤٩-٢٥٧.
٣ انظر منهاج السنة النبوية لابن تيمية ٥/ ١٦٨-١٦٩.
1 / 33