40

Al-Masail Al-Aqadiyah Al-Muta’aliqah Bism Allah Azza wa Jall

المسائل العقدية المتعلقة باسم الله عز وجل

Editorial

دار منار التوحيد للنشر

Número de edición

الأولى

Año de publicación

١٤٤٠ هـ

Ubicación del editor

المدينة المنورة

Géneros

ولكن مسألة التفريق بين الوصفية والعلمية لا تنطبق على أسماء الله، «لأن أسماء الله الحسنى أعلام وأوصاف، والوصف بها لا ينافي العلمية، بخلاف أوصاف العباد فإنها تنافي علميتهم» (^١) وذلك لسببين: السبب الأول: أن أوصاف الخالق مختصة به، فلذلك لا تنافي بينها وبين العلمية المحضة. بخلاف أوصاف العباد فهي مشتركة بينهم فنافتها العلمية المحضة. وشرح ذلك: أن الاسم وظيفته الاختصاص والتعيين ولذلك قالوا في تعريفه: هو اللفظ الموضوع للشيء تعيينًا له وتمييزًا. وبالتالي لا يمكن للصفات أن تؤدي هذه الوظيفة بالنسبة للمخلوق لأن صفات العباد مشتركة بينهم فيتعذر بذلك الاختصاص الذي هو وظيفة الاسم. ولذلك إذا سمى الإنسان بوصف من الأوصاف مثل كريم، وشجاع، وجميل فإن هذه الألفاظ تتجرد من خصائص الوصفية ويصبح لها خصائص العلمية. السبب الثاني: لا تقاس أسماء الله بأسماء المخلوق، لأن أسماء الخلق مخلوقة مستعارة وليست أسماؤهم نفس صفاتهم، بل قد تكون مخالفة لصفاتهم، وأسماء الله وصفاته ليس شيء منها مخالفًا لصفاته، ولا شيء من صفاته مخالفًا لأسمائه. فمن ادعى أن صفة من صفات الله مخلوقة أو مستعارة فقد كفر وفجر، لأنك إذا قلت «الله» فهو «الله» وإذا قلت «الرحمن» فهو

(^١) بدائع الفوائد ١/ ١٦٢.

1 / 45