المنصوري في الطب
المنصوري في الطب
Géneros
وأما البلدان فالحارة منها تجعل المزاج أيبس وتحرق ظاهر البدن وتشيطه. وأما الأحشاء والأعضاء الداخلة فيها فإنها تبردها، والبلدان الباردة تبقي على الرطوبات وتجعل ظاهر البدن من اللين والزعر بالحالة التي تكون عليها الأبدان الباردة لكنها تكسب الأحشاء والأعضاء الداخلة فضل حر ولذلك ليست جعودة شعر الحبشان وأدمة العرب دليل بالإطلاق على حر أمزجتهم. ولا لين جلود الأتراك وزعرها وبياضها دليل بالإطلاق على برودة مزاجهم. بل الأحشاء من الأتراك أسخن منها من الحبشان كثيرا. وجملة أجساد الحبشان أيبس من أجساد الأتراك كثيرا. وأما البلدان المعتدلة في الحر والبرد فإن الاستدلال بظاهر البدن على باطنه صحيح ثابت والتدبير أيضا مما يكسب أمزجة مختلفة. فإن التوسع في الطعام والشراب والنوم والدعة يكسب مزاجا رطبا وأضدادها مزاجا يابسا. ومن أجل ذلك متى رأينا إنسانا عبل البدن كثير اللحم وكان مع ذلك واسع العروق علمنا أن غلظ جثته تلك مكتسبة لا أصلية. وينبغي أن يفرق بين البدن اللحيم والبدن الشحيم. فإن كثرة اللحم تابع لكثرة الدم والمزاج الحار الرطب. وأما كثرة الشحم فلكثرة الرطوبات والمزاج البارد.
في ذكر علامات جزئية يستشهد بها مع سائر الدلائل ويستعان بها في بعض الأحوال على تعرف الأمزجة المختلفة:
Página 90