المفاريد عن رسول الله ﷺ

Abu Ya'la al-Mawsili d. 307 AH
16

المفاريد عن رسول الله ﷺ

المفاريد عن رسول الله ﷺ

Investigador

عبد الله بن يوسف الجديع

Editorial

مكتبة دار الأقصى

Número de edición

الأولى

Año de publicación

1405 AH

Ubicación del editor

الكويت

Géneros

moderno
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَمُرَةَ
٢٨ - حَدَّثَنَا أَبُو يَعْلَى، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ الْأُبُلِّيُّ، حَدَّثَنَا جَرِيرُ يَعْنِي ابْنَ حَازِمٍ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَمُرَةَ، قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «يَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ،» لَا تَسْأَلِ الْإِمَارَةَ، فَإِنَّكَ إِنْ أُعْطِيتَهَا عَنْ مَسْأَلَةٍ وَكِلْتَ إِلَيْهَا، وَإِنْ أُعْطِيتَهَا عَنْ غَيْرِ مَسْأَلَةٍ أُعِنْتَ عَلَيْهَا، وَإِذَا حَلَفْتَ عَلَى أَمْرٍ فَرَأَيْتَ غَيْرَهَا خَيْرًا مِنْهَا، فَكَفِّرْ عَنْ يَمِينِكَ، وَأْتِ الَّذِي هُوَ خَيْرٌ "
الْمِقْدَادُ بْنُ عَمْرٍو الْكِنْدِيُّ
٢٩ - حَدَّثَنَا أَبُو يَعْلَى، حَدَّثَنَا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ الْقَيْسِيُّ، حَدَّثَنِي حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنِ الْمِقْدَادِ بْنِ عَمْرٍو الْكِنْدِيِّ، قَالَ: قَدِمْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، وَمَعِي رَجُلَان مِنْ أَصْحَابِي، فَطَلَبْنَا هَلْ يُضَيِّفُنَا أَحَدٌ؟ فَلَمْ يُضَيِّفْنَا أَحَدٌ، فَأَتَيْنَا رَسُولَ اللَّهِ ﷺ، فَقُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَصَابَنَا جُوعٌ وَجَهْدٌ، وَإِنَّا تَعَرَّضْنَا هَلْ يُضَيِّفُنَا أَحَدٌ، فَلَمْ يُضَيِّفْنَا أَحَدٌ، فَدَفَعَ إِلَيْنَا أَرْبَعَةَ أَعْنُزٍ، فَقَالَ ⦗٤٠⦘: " يَا مِقْدَادُ، خُذْ هَذِهِ فَاحْتَلِبْهَا، فَجَزِّئْهَا أَرْبَعَةَ أَجْزَاءٍ: جُزْءًا لِي وَجُزْءًا لَكَ وَجُزْءَيْنِ لِصَاحِبَيْكَ " فَكُنْتُ أَفْعَلُ ذَلِكَ، فَلَمَّا كَانَ ذَاتَ لَيْلَةٍ شَرِبْتُ جُزْئِي وَشَرِبَ صَاحِبَايَ جُزْأَيْهِمَا، وَجَعَلْتُ جُزْءَ النَّبِيِّ ﷺ فِي الْقَعْبِ، وَأَطْبَقْتُ عَلَيْهِ، فَاحْتُبِسَ النَّبِيُّ ﷺ، فَقَالَتْ لِي نَفْسِي: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَدْ دَعَاهُ أَهْلُ بَيْتٍ مِنَ الْمَدِينَةِ، فَتَعَشَّى مَعَهُمْ، وَرَسُولُ اللَّهِ ﷺ لَا يَحْتَاجُ إِلَى هَذَا اللَّبَنِ، فَلَمْ تَزَلْ نَفْسِي تُدِيرُنِي حَتَّى قُمْتُ إِلَى الْقَعْبِ فَشَرِبْتُ مَا فِيهِ، فَلَمَّا تَقَارَّ فِي بَطْنِي أَخَذَنِي مَا قَدُمَ وَمَا حَدُثَ، فَقَالَتْ لِي نَفْسِي: يَجِيءُ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ وَهُوَ جَائِعٌ ظَمْآنٌ فَيَرْفَعُ فَلَا يَجِدُ فِيهِ شَيْئًا، فَيَدْعُو عَلَيْكَ فَتَسَجَّيْتُ كَأَنِّي نَائِمٌ، وَمَا كَانَ بِي نَوْمٌ، فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ فَسَلَّمَ تَسْلِيمَةً أَسْمَعَ الْيَقْظَانَ وَلَمْ يُوقِظِ النَّائِمَ، فَلَمَّا لَمْ يَرَ فِي الْقَعْبِ شَيْئًا رَفَعَ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ فَقَالَ: «اللَّهُمَّ أَطْعِمْ مَنْ أَطْعَمَنَا، وَاسْقِ مَنْ سَقَانَا» قَالَ: فَاغْتَنَمْتُ دَعْوَةَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ فَأَخَذْتُ الشَّفْرَةَ وَأَنَا أُرِيدُ أَنْ أَذْبَحَ بَعْضَ تِلْكَ الْأَعْنُزِ؛ فَأُطْعِمَهُ، فَضَرَبْتُ بِيَدِي، فَوَقَعَتْ عَلَى ضَرْعِهَا فَإِذَا هِيَ حَافِلٌ، ثُمَّ نَظَرْتُ إِلَيْهِنَّ جَمِيعًا، فَإِذَا هُنَّ حُفَّلٌ، فَحَلَبْتُ فِي الْقَعْبِ حَتَّى امْتَلَأَ ثُمَّ أَتَيْتُهُ بِهِ وَأَنَا أَبْتَسِمُ فَقَالَ: «هِيهِ بَعْضُ سَوْآتِكَ يَا مِقْدَادُ» قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، اشْرَبْ، ثُمَّ الْخَبَرَ فَشَرِبَ، ثُمَّ شَرِبْتُ، مَا بَقِيَ مِنْهُ ثُمَّ أَخْبَرْتُهُ، فَقَالَ: «يَا مِقْدَادُ، هَذِهِ بَرَكَةٌ، كَانَ يَنْبَغِي لَكَ أَنْ تُعْلِمْنَا حَتَّى نُوقِظَ صَاحِبَيْنَا، فَنَسْقِيهُمَا مِنْ هَذِهِ الْبَرَكَةِ» قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِذَا شَرِبْتَ أَنْتَ الْبَرَكَةَ وَأَنَا فَمَا أُبَالِي مَنْ أَخْطَأَتْ

1 / 39