الخلاصة في تدبر القرآن الكريم

Khaled Al-Sabt d. Unknown
83

الخلاصة في تدبر القرآن الكريم

الخلاصة في تدبر القرآن الكريم

Editorial

دار الحضارة للنشر والتوزيع

Número de edición

الأولى

Año de publicación

١٤٣٧ هـ - ٢٠١٦ م

Géneros

وقال ابن الجوزي ﵀: «وقد لبَّس على قوم بكثرة التلاوة، فهم يَهُذُّون هَذًّا، من غير ترتيل ولا تَثَبُّت، وهذه حالة ليست بمحمودة، وقد روى جماعة من السلف أنهم كانوا يقرؤون القرآن في كل يوم، أو في كل ركعة، وهذا يكون نادرًا منهم، ومن داوم عليه فإنه- وإن كان جائزًا- إلا أن الترتيل والتثبت أحب إلى العلماء، وقد قال الرسول ﷺ: «لا يفقه من قرأ القرآن في أقل من ثلاث» (١)» اهـ (٢). ب- اشتغال القلب بمخارج الحروف، والمُبَالَغة في ذلك، والتكلف في الإتيان بالمدود؛ فإن القلب يتوجه عندئذ إلى القوالب اللفظية دون أن يتجاوزها إلى المعاني (٣). قال شيخ الإسلام ﵀: «ولا يجعل هِمَّتَه فيما حُجِبَ به أكثر الناس من العلوم عن حقائق القرآن، إما بالوسوسة في خروج حروفه وترقيقها وتفخيمها وإِمالتها وَالنُّطق بالمدِّ الطَّويل والقصِير والمتوسِّط وغير ذلك؛ فَإن هذا حائلٌ للقلوب، قاطع لها عن فهم مراد الرَّب من كلامه» اهـ (٤). جـ - قِلَّة الرغبة في تَفَهُّمِه، وتَوَفُّر الهمة في الاشتغال بغيره من العلوم، وهذا حال كثير من طلاب العلم وغيرهم، وكان شُعبة بن الحَجَّاج ﵀ يقول لأصحاب الحديث: «يا قوم إنكم كلما تقدمتم في الحديث، تأخرتم في القرآن» (٥).

(١) مضى تخريجه ص: ٣٧. (٢) تلبيس إبليس ص: ١٢٨، وسيأتي نحوه قريبًا. (٣) للاستزادة راجع: الإحياء (١/ ٢٨٤). (٤) مجموع الفتاوى (١٦/ ٥٠). (٥) سير أعلام النبلاء (٧/ ٢٢٣).

1 / 86