Al-Kharaj
الخراج
Investigador
طه عبد الرءوف سعد، سعد حسن محمد
Editorial
المكتبة الأزهرية للتراث
Número de edición
طبعة جديدة مضبوطة - محققة ومفهرسة
Año de publicación
أصح الطبعات وأكثرها شمولا
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ١
مَا عُمِلَ بِهِ فِي السَّوَادِ:
قَالَ أَبُو يُوسُف: أَمَّا مَا سَأَلْتَ عَنْهُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَمْرِ السَّوَادِ٢ وَمَا الَّذِي كَانَ أَهْلُهُ عُومِلُوا بِهِ فِي خَرَاجِهِمْ وَجِزْيَةِ رُءُوسِهِمْ، وَمَا كَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ ﵁ فَرَضَهُ عَلَيْهِمْ فِي ذَلِكَ. وَهَلْ يَجْرِي فِي شَيْءٍ مِنْهُ صُلْحٌ، وَمَا الْحُكْمُ فِي الصُّلْحِ مِنْهُ وَالْعُنْوَةِ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: افْتَتَحَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ ﵁ الْعِرَاقَ كُلَّهَا إِلا خُرَاسَانَ وَالسِّنْدَ، وَافْتَتَحَ الشَّامَ كُلَّهَا وَمِصْرَ إِلا إِفْرِيقِيَّةَ، وَأَمَّا خُرَاسَان وإفريقية فافتتحتا فِي زمَان عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ، وَافْتَتَحَ عُمَرُ السَّوَادَ وَالأَهْوَازَ؛ فَأَشَارَ عَلَيْهِ الْمُسْلِمُونَ أَنْ يقسم السوَاد وَأهل الأهواز وَمَا افْتُتِحَ مِنَ الْمُدُنِ؛ فَقَالَ لَهُمْ: فَمَا يَكُونُ لِمَنْ جَاءَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ؟ فَتَرَكَ الأَرْضَ وَأَهْلَهَا، وَضَرَبَ عَلَيْهِمُ الْجِزْيَةَ، وَأَخَذَ الْخَرَاجَ مِنَ الأَرْض.
من كَانَ لَهُ عهد من الْمُسلمين:
قَالَ: وَحَدَّثَنِي مُجَالِدٌ عَنِ الشَّعْبِيِّ أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ أَهْلِ السَّوَادِ؛ فَقَالَ: لَمْ يَكُنْ عَهْدٌ؛ فَلَمَّا رَضِيَ مِنْهُمْ بِالْخَرَاجِ صَارَ لَهُمْ عَهْدٌ؛ فَأَمَّا غَيْرُهُ مِنَ الْفُقَهَاءِ فَقَالُوا: لَيْسَ لَهُمْ عَهْدٌ إِلا لأَهْلِ الْحِيرَةِ، وَأَهْلِ عَيْنِ التَّمْرِ، وَأَهْلِ أُلَّيْسَ، وَبَانِقْيَا؛ فَأَمَّا أَهْلُ بَانِقْيَا فَإِنَّهُمْ دَلُّوا جَرِيرًا عَلَى مَخَاضَةٍ، وَأَمَّا أَهْل أُلَّيْسَ فَإِنَّهُمْ أَنْزَلُوا أَبَا عُبَيْدَةَ وَدَلُّوهُ عَلَى شَيْءٍ مِنْ غِرَّةِ الْعَدُوِّ، وَأَهْلُ الْحِيرَةِ صَالَحَهُمْ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ، وَصَالَحَ أَهْلَ عَيْنِ التَّمْرِ وَأَهْلَ أَلَيْسَ.
فتح الْقَادِسِيَّة:
قَالَ: وَحَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ قَالَ: لَمَّا اسْتَخْلَفَ عُمَرُ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ وَجَّهَ أَبَا عُبَيْدِ بْنِ مَسْعُودٍ إِلَى مِهْرَانَ فِي أَوَّلِ السَّنَةِ، وَكَانَتِ الْقَادِسِيَّةُ آخِرَ السَّنَةِ فَجَاءَ رُسْتُمُ صَاحِبُ الْعَجَمِ يَوْمَ الْقَادِسِيَّةِ فَقَالَ: إِنَّمَا كَانَ مِهْرَانُ يعْمل عمل الصّبيان؛ فَقَالَ إِسْمَاعِيلُ: فَحَدَّثَنِي قَيْسٌ أَنَّ أَبَا عُبَيْدٍ الثَّقَفِيُّ عَبَرَ إِلَى مِهْرَانَ الْفُرَات فَقطعُوا الجسر٣
_________
١ هَذِه الْبَسْمَلَة يَبْدُو أَنَّهَا كَانَت أول جُزْء من إِحْدَى مخطوطات الْكتاب.
٢ سَواد الْعرَاق: مَا بَين الْبَصْرَة إِلَى الْكُوفَة وَمَا حولهما من الْقرى، وَكَانَت أَرضًا زراعية خضراء شَدِيدَة الخضرة وَالْعرب تسمى مَا كَانَ كَذَلِك سوادا.
٣ وَيُسمى يَوْم الجسر وَهِي الْوَاقِعَة الوحيدة الَّتِي انهزم فِيهَا الْمُسلمُونَ رَاجع فتوح الشَّام وفتوح الْبلدَانِ من تحقيقنا.
1 / 39