58

The Brilliant Stars: Merits of the Diligent Ibn Taymiyyah

الكواكب الدرية في مناقب المجتهد ابن تيمية

Editor

نجم عبد الرحمن خلف

Editorial

دار الغرب الإسلامي

Año de publicación

1406 AH

- بعد أنْ ذكر ترجمة الحافظ المِزِّي -:

«وهو الذي حداني على رؤية الشيخ الإِمام شيخ الإسلام تقيّ الدّين أبي العبّاس أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام بن تيمية، فألفيْته مِمّنْ أدرك من العلوم حَظّاً، وكاد يستوعب السنّن والآثار حفظاً. إنْ تكلّم في التفسير فهو حاملُ رايتِه، أوْ أفتى في الفقه فهوِ مُدرك غايَتِه، أو ذاكر بالحديث فهو صاحبُ عِلْمِه وذُو روايَتِه، أو حاضر بالنِّحَلِ والمِلَلِ لمْ يُرَ أوسعَ مِنْ نِحْلَتِه في ذلك ولا أرفع مِنْ دِرایته.

برّز في كلّ فنّ على أبناء جنسه، ولم تَّرَ عينُ مَنْ رآه مثلَه، ولا رأت [٣/ ب] عينُهُ مثلَ نفسه، كان يتكلم في / التّفسير فيحضر مجلّسه الجُمُّ الغفير، ويردون مِنْ بحر علمه العذب النَّمير، ويرتعون مِنْ ربيع فضله في روضة وغدير، إلى أنْ دبَّ إليه من أهل بلده داء الحسد، وأكبَّ أهل النّظر منهم على ما يُنْتقدوه عليه مِنْ أُمور المُعتقد، فحفظوا عنه في ذلك كلاماً أوسعوه بسببه مَلاماً، وَفَوَّقوا لتبديعه سِهاماً، وزعموا أنّه خالف طريقهم وفرّق فريقهم، يُسومونَه ريبَ المُنُونِ، ﴿ وَرَبُّكَ يَعْلَمُ مَا تُكِنّ صُدُورهُمْ وَمَا يُعْلِنُونَ ﴾(١).

ولمْ يَزَلْ بمجلسه إلى حين ذهابه إلى رحمة الله، وإلَى اللَّهِ تُرجع الأمور، وهو المطلع على خائِنَةِ الأعيُنِ وما تُخْفِي الصُّدور»(٢).

ثمّ قال: «قرأتُ على الشّيخ الإِمام، حامل راية العلوم، ومدرك غاية الفُهوم، تقي الدين أبي العباس أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام بن تيمية - رحمه الله - بالقاهرة قدم علينا، ثمّ ذكر حديثاً مِنْ جزء ابن عرفة»(٣).

(١) سورة القصص، آية: ٦٩.

(٢) ابن عبد الهادي - العقود الدرية: ص ٢٦ - ٢٧، ابن ناصر الدمشقي - الرد الوافر: ص ٢٦، ابن أبي يعلى - ذيل طبقات الحنابلة: ٣٩٠/٢، مرعي الحنبلي - الشهادة الزكية: ورقة ١ ب.

(٣) ابن عبد الهادي - العقود الدرية: ص ٢٨.

58