The Brilliant Stars: Merits of the Diligent Ibn Taymiyyah
الكواكب الدرية في مناقب المجتهد ابن تيمية
Investigador
نجم عبد الرحمن خلف
Editorial
دار الغرب الإسلامي
Año de publicación
1406 AH
Géneros
Biografías y estratos
Tus búsquedas recientes aparecerán aquí
The Brilliant Stars: Merits of the Diligent Ibn Taymiyyah
Mar'i al-Karmi d. 1033 AHالكواكب الدرية في مناقب المجتهد ابن تيمية
Investigador
نجم عبد الرحمن خلف
Editorial
دار الغرب الإسلامي
Año de publicación
1406 AH
Géneros
وانحرافاتهم، وليس بغضه لذواتهم وأشخاصهم. فهو لا يتشفى ولا يحقد. وكأنني بشيخ الإسلام في تلك الوقفة النبيلة - التي تُنْبِئُ عن الإتزان، والضبط، والورع عند الفتنة، وصدق الأخوة وسماحتها عند الاختلاف والخصومة - يعيد للتاريخ وقفة الصحابي الجليل سعد بن أبي وقاص حين جاءه ذلك المفتون، يريد الوقوع في خالد بن الوليد عنده - وكان ساعتها بين سعد وخالد كلام - فأراد هذا المريض استثمار ذلك، فقال له سعد - رضي الله عنه -: ((مه !! إنَّ ما بيننا لم يبلغ ديننا))(١).
وسبحان الله فإنَّ في موقف ابن تيمية، وموقف خصومه تباين كبير، ينبيك عن قيمة العلم إذا اقترن بالتربية والورع، وخطورته إذا تضخم، وضمرت مقوماته. فإنما يُراد العلم ويطلب ليُتعبد به، ولتظهر آثارُه في المواقف والسلوك.
***
٤ - وحينما بلغ المرض بشيخ الإسلام مبلغه، واشتدَّ عليه بضعة وعشرين يوماً، وهو سجين في ((القلعة)). مريض، مظلوم، جرّدوه حتى من كتب العلم التي كانت سلوته في السجن. وبينما هو في هذا الحال - الذي يدعو إلى الحنق والغضب، والبغض والكراهية بكل مَن تسبب في إيذائه - يستأذن الملك شمس الدين الوزير بدمشق للدخول عليه، فيأذَنُ الشيخ له في ذلك. فيجلس الوزير عنده، معتذراً له عن نفسه، ويلتمس منه أن يحلله مما عساه أن يكون قد وقع منه في حقه من تقصير. فيجيبه شيخ الإِسلام بقوله :
(إني قد أحللتك، وجميع مَن عاداني؛ وهو لا يعلم أني على الحق)). ثم يخص السلطان بالعذر، وهو الذي أمر بحبسه، فيقول:
((إني قد أحللت السلطان المعظم، الملك الناصر من حبسه إياي، كونه فعل ذلك مقلداً غيره معذور. أو لم يفعله بحظ نفسه، بل لما بلغه مما
(١) أخرجه ابن أبي الدنيا في ((كتاب الصمت وآداب اللَّسان)) رقم ٢٤٨، باب ذبُّ المسلم عن عرض أخيه، وإسناده صحيح.
12