الجنة والنار من الكتاب والسنة المطهرة
الجنة والنار من الكتاب والسنة المطهرة
Investigador
د. سعيد بن علي بن وهف القحطاني
Editorial
مطبعة سفير
Número de edición
الثالثة
Ubicación del editor
الرياض
Géneros
(١) سورة الطور، الآية: ٢٠. (٢) أحمد بن عيسى، شرح قصيدة ابن القيم، /٥٤٨. (٣) ولا شك أن صفات الحور العين في الأحاديث كثيرة، وكذلك صفات مساكن أهل الجنة ومن ذلك على وجه الاختصار ما يأتي: أما صفات الحور العين، فقد جاء فيها حديث أبي هريرة ﵁، أن رسول الله ﷺ قال: «إن أول زمرة يدخلون الجنة على صورة القمر ليلة البدر، والذين يلونهم على أشد كوكب دُرِّيّ في السماء إضاءة، لكل امرئٍ منهم زوجتان اثنتان يُرى مُخُّ سُوقهما من وراء اللحم، وما في الجنة أعزب»، [البخاري، برقم ٣٢٤٦، ٣٢٥٤، ٣٣٢٧، ومسلم، واللفظ له، برقم ٢٨٣٤]، وجاء في حديث أنس ﵁: «ولو أن امرأة من نساء أهل الجنة اطّلعت على أهل الأرض لأضاءت ما بينهما، ولملأت ما بينهما ريحًا، ولَنَصِيفُها على رأسها – يعني خمارَها – خير من الدنيا وما فيها»، [البخاري، برقم ٦٥٦٨، ورقم ٢٧٩٦]، وعن عبد الله بن مسعود ﵁ عن النبي ﷺ قال: «أول زمرة يدخلون الجنة كأنّ وجوههم ضوء القمر ليلةَ البدر، والزمرة الثانية على لون أحسن كوكب دُرّيّ في السماء، لكل رجل منهم زوجتان من الحور العين، على كل زوجة سبعون حُلّة، يُرى مُخُّ سُوقهما من وراء لحومِهِما، وحُللهما، كما يُرى الشَّرابُ الأحمرُ في الزجاجة البيضاء»، [الطبراني في المعجم الكبير، ١/ ١٦٠، برقم ١٠٣٢١، وقال ابن القيم في كتابه حادي الأرواح، ص٣٤٦: «وهذا الإسناد على شرط الصحيح»، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد، ١٠/ ٤١١: «وإسناد ابن مسعود صحيح» بعد أن نسبه إلى معجم الطبراني الأوسط فقط «برقم ٤٨٩٧ مجمع البحرين»] وغير ذلك كثير في السنة المطهرة. وأما مساكن أهل الجنة وقصورهم فقد جاء فيها أحاديث كثيرة، منها حديث أبي هريرة ﵁، أن النبي ﷺ رأى امرأة وقصرًا من ذهب لعمر في الجنة، [البخاري، برقم ٣٢٤٢، ورقم ٧٠٢٤، ومسلم، برقم ٢٣٩٤ - ٢٣٩٥]. وجاء جبريل ﵇، إلى النبي ﷺ وأمره أن يبشّر خديجة ببيت في الجنة من قصبٍ، لا صَخَبَ فيه ولا نَصَبَ» [البخاري، برقم ٣٨٢٠، ومسلم، برقم ٢٤٣٢] وقوله: «من قصب: أي من لؤلؤة مجوّفة واسعة كالقصر المنيف، وقيل: بيت من القصب المنظوم بالدر واللؤلؤ والياقوت [فتح الباري لابن حجر، ٧/ ١٣٨]. وثبت عن عثمان ﵁ عن النبي ﷺ أنه قال: «من بنى مسجدًا لله بنى الله له بيتًا في الجنة» [مسلم، برقم ٥٣٣، واللفظ له، والبخاري، برقم ٤٥٠]. وثبت في حديث أم حبيبة ﵂: «ما من مسلم يصلي لله كل يوم ثنتي عشرة ركعة تطوعًا غير فريضة إلا بنى الله له بيتًا في الجنة، أو إلا بُنِيَ له بيت في الجنة» [مسلم، برقم ٧٢٨]، وفسرها الترمذي بأنها السنن الرواتب. وأصحاب الغرف لهم مكانة عالية في الجنة، ولهذا جاء في حديث أبي سعيد الخدري ﵁ أن رسول الله ﷺ قال: «إن أهل الجنة ليتراءون أهل الغرف من فوقهم كما تتراءون الكوكب الدرّي الغابر من الأفق من المشرق أو المغرب، لتفاضل ما بينهم»، قالوا: يا رسول الله: تلك منازل الأنبياء، لا يبلغها غيرهم، قال: «بلى، والذي نفسي بيده، رجال آمنوا بالله، وصدّقوا المرسلين»، [مسلم، برقم ٢٨٣١].
1 / 109