الإمام الأشعري حياته وأطواره العقدية

Salih bin Muqbil al-Usaymi d. Unknown
52

الإمام الأشعري حياته وأطواره العقدية

الإمام الأشعري حياته وأطواره العقدية

Editorial

دار الفضيلة

Número de edición

الأولى

Año de publicación

١٤٣٢ هـ - ٢٠١١ م

Ubicación del editor

الرياض

Géneros

للإمام أحمد بن حنبل (^١) - قدَّس الله روحه - كانت في مجلَّدٍ حافلٍ، وهذا يؤكد على أنه ليس أشعريًا، فموافقته لهم في بعض الأقوال، لا تعني انتسابه إليهم (^٢). وهذا يؤكد أن أكثر الناس ليسوا أشاعرة كما يُشاع، بل هذا أكثر الأشاعرة تعصبًا وهو الحافظ ابن عساكر يقول: «فإن قيل إن الجم الغفير في سائر الأزمان وأكثر العامة في جميع البلدان لا يعتقدون بالأشعري، ولا يقلدونه ولا يرون مذهبه، ولا يعتقدونه وهم السواد الأعظم وسبيلهم السبيل الأقوم: قيل لا عبرة بكثرة العوام …» (^٣).

(^١) هو الإمام حقًا، وشيخ الإسلام: أبو عبد الله أحمد بن محمد ابن حنبل ابن هلال الشيباني المروزي ثم البغدادي ربِّي ﵀ يتيمًا، حيث ولد في سنة أربع وستين ومائة، طاف ﵀ البلاد والآفاق لسماع العلم، وكان من أجل شيوخه الإمام الشافعي حيث روى عنه في المسند عشرين حديثًا كما روى عن سفيان بن عيينة، وعبد الرزاق والعشرات غيرهم. وروى عنه العشرات. منهم البخاري ومسلم وأبو داود وغيرهم، امتحن ﵀ في مسألة خلق القرآن، فصبر وثبت حتى كان كالجبل، مما جعله لأهل السنة إمامًا، قال البخاري: - سمعت الطيالسي يقول: لما ضرب أحمد لو كان هذا في بني إسرائيل لكان أحدوثة، وقيل عن صبره: نصر الله الدين بأبي بكر يوم الردة وبأحمد يوم المحنة، وقال علي بن المديني إذا ابتليت بشيء فأفتاني أحمد لم أبال إذا لقيت ربي كيف كان. صنف ﵀ المسند والرد على الجهمية توفي ﵀ سنة إحدى وأربعين ومائتين ترجم له ابن الجوزي في مجلد كامل وعنون له بمناقب الإمام أحمد، انظر في ترجمته البداية والنهاية ١٤/ ٣٨٠/ ٤٢٩ كما ترجم له الذهبي في قرابة مائتي صفحة انظر سير أعلام النبلاء ١١/ ١٧٧ - ٣٥٨. (^٢) حيث ألّف كتابًا - أي ابن الجوزي - في مناقب الإمام أحمد، وحققه الدكتور عبد الله التركي، وهو من إصدارات دار هجر. (^٣) انظر التبيين ٣٣١.

1 / 57